تشهد بلدية بوقايد الواقعة على بعد حوالي 60 كلم عن عاصمة ولاية تيسمسيلت، حركية إنمائية متواصلة، من خلال تجسيد العديد من المشاريع لترقية الإطار المعيشي للسكان البالغ عددهم قرابة 9 ألاف نسمة، فقد حظيت ببرنامج سكني قدر ب200 وحدة عمومية إيجارية، سيشرع في تجسيدها خلال العام الجاري بعد اختيار الأرضية المناسبة لإنجازها. وأوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي أن الحظيرة السكنية بالجهة، قد تعززت السنة الماضية باستلام 40 مسكنا من نفس النمط، في حين لا تزال الأشغال متواصلة لإنجاز 40 وحدة أخرى، حيث تعرف وتيرة متقدمة تصل إلى قرابة 70 بالمائة. أما فيما يتعلق بالسكن الريفي، فقد كان للبلدية ضمن البرنامج المذكور حصة 988 إعانة ريفية، جُسّد منها لحد الآن 420 وحدة، منها بناء جديد وترميم، مع إحصاء 118 وحدة في طور الإنجاز، وفق نفس المصدر الذي أشار إلى أن 450 مسكنا ريفيا لم يُشرع في تجسيدها، وهي في مرحلة إعداد مقررات الاستحقاق. وستنطلق السنة الجارية أشغال بناء ثانوية، بالإضافة إلى ستة أقسام في إطار عمليات التوسعة بمدرسة ''عمر الزواوي'' الابتدائية. وللتكفل الصحي بسكان دوار''البواطيط''، اقترح المجلس الشعبي البلدي إنجاز قاعة للعلاج بهذه المنطقة الريفية المنعزلة التي يضطر قاطنوها للتنقل إلى مركز البلدية لتلقي العلاج بالعيادة متعددة الخدمات. وقد شهدت بلدية بوقايد ذات الطابع الجبلي، عدة عمليات تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، حيث تجري الأشغال عبر مختلف أحياء المدينة لربط 194 منزلا بشبكة الغاز الطبيعي، والتي استفادت أيضا من عملية التزود بالماء الشروب انطلاقا من سد ''كدية الرصفة'' المتواجد بتراب بلدية بني شعيب، حيث لم تعد المنطقة تعرف عجزا في هذا المجال، بعدما وصلت حصة الفرد من المياه حاليا إلى 100 لتر في اليوم، وفق ذات المسؤول. وتتطلع البلدية إلى تزويد دواري ''الهطايل'' و''بني بوجمعة'' بالمياه الصالحة للشرب عن طريق نفس السد باعتبارهما أكبر التجمعات الثانوية، حيث ستمس العملية 550 عائلة. من جهة أخرى، مست عمليات التهيئة الحضرية التي وجهت للبلدية في 2009 كل الشوارع والأحياء، حيث شملت تهيئة وتعبيد الطرقات على مسافة 10 كلم، وإنجاز قنوات توزيع الماء الشروب والصرف الصحي، إلى جانب إعادة تبليط الأرصفة، علما أنه قد رُصد لهذه المشاريع غلاف مالي قدره 95 مليون دج. كما استفادت المناطق الريفية على غرار دواوير ''بني بوجمعة'' و''البواطيط'' و''أولاد عراب'' من عمليات لفك العزلة، تمثلت في فتح وتهيئة أزيد من 15 كلم من المسالك الريفية كلفت مبلغ 77 مليون دج، وفق نفس المصدر. يذكر أن بلدية بوقايد الواقعة بأعالي جبال ''الونشريس'' تزخر بمناطق سياحية جذابة؛ أبرزها الحظيرة الجهوية ل''عين عنتر'' التي تتوفر على أكثر من 600 هكتار من أشجار الأرز الأطلسي والبلوط والصنوبر الحلبي. وتسعى البلدية في الوقت الراهن إلى ترقية هذا الفضاء السياحي والطبيعي الخلاب، من خلال استغلال المخيم الصيفي المتواجد بداخل هذه الغابة، وذلك بالتنسيق مع عدد من المستثمرين استنادا إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي.