دعا والي ولاية تمنراست، السيد سعيد مزيان، منظمي الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لفنون الأهقار، الى بذل المزيد من الجهد والعمل لإدماج المجتمع المدني المحلي في نشاطات هذه التظاهرة. مضيفا أنّه من الضروري أن تكون لهذا المهرجان شعبية ومصداقية، وهذا لن يتأتى إلاّ بتوطيد العلاقة بينه وبين السكان المحليين، وكذا من خلال تأطير حركة ثقافية تعبّر عن حقيقة العمق الثقافي لهذه المنطقة. وطالب والي ولاية تمنراست في حفل افتتاح هذه الدورة التي تدوم فعالياتها الى 19فيفري الجاري، بعدم ربط حماية التراث الثقافي المحلي بالمناسباتية، مع الابتعاد عن التركيز فقط على الغناء والرقص في هذا المهرجان؛ بل من الواجب الاهتمام بالفنون الأخرى مثل السينما والمسرح، وكذا تقديم مشعل الثقافة الى الشباب حتى يحافظوا على الذاكرة الجماعية. كما اعتبر المتحدّث أنّه من غير اللائق تحضير مهرجان في شهر واحد؛ بل يجب أن تكون خدمة الثقافة طوال السنة. من جهتها، أكدت السيدة رشيدة زادم ممثلة وزيرة الثقافة خليدة تومي، أنّ المهرجان فتيّ ويقع في قلب المجتمع وليس بعيدا عنه مثلما تفضل به الوالي. وأضافت أنّها ستحمل مطالب الوالي إلى وزيرة الثقافة. كما قرأت كلمة الوزيرة، التي قالت فيها أنّ هذا المهرجان يحتفل بعيده الثالث وسيتم فيه تناول ''العلاقة بين وسائل الاعلام والتراث''. وستشارك في هذه التظاهرة بلدان افريقية هي مالي، النيجر، كوت ديفوار والكونغو الديمقراطية. مؤكدة أنّه من الضروري الاهتمام بحماية وترقية التراث، وكذا نقله الى الأجيال القادمة والتأكيد على ثرائه. والي ولاية تمنراست أجاب على أسئلة الصحافة، خاصة فيما يخص دور الولاية في تجسيد ما طالبت به وزارة الثقافة، مثل الاهتمام بالفنين السابع والرابع، وقال أنّ الولاية مستعدة للمساهمة في الحركية الثقافية في المنطقة ولاستغلال الافضل للإمكانيات التي توفرها وزارة الثقافة وتغذية المراكز الثقافية المحلية. مؤكدا أنّ الولاية مجرد مؤسسة، وعلى المجتمع المدني أن يتحرّك ويساهم في تمويل هذه الحركية الثقافية. أمّا محافظ المهرجان، السيد فريد إغيل أحريز، فاستعرض في كلمته أهمّ تفاصيل هذه التظاهرة. موضحا أنها تضم ورشات مختلفة حول صناعة الجلود، الخشب، السلال والخزف علاوة على الرسم، الموسيقى، الرقص الإفريقي، التصوير، الفلك والمانغا، بالإضافة إلى حفلات موسيقية يحييها موسيقيون جزائريون في تمنراست وأبالسة وعين صالح، وأخرى ينشطها فنانون أجانب بوسط المدينة، مع تنظيم ورشة ''الحكايات التاريخية والشعر'' التي تهتم بسرد شهادات من عاشوا الاحتلال الفرنسي في المنطقة بمناسبة مرور خمسين سنة على استقلال الجزائر، بالإضافة الى معرض حول عمارة التراب والطين وتنظيم مسابقة القصص والأساطير, وتم بعد افتتاح الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لفنون الأهقار، تنظيم سباق الإبل بمنطقة ''إيهاغن تدراق''، أعقبه تدشين المخيم الذي يحتضن الورشات ومعرض ''عمارة التراب والطين'' من طرف والي ولاية تمنراست، الذي جال عبر الفضاءات المخصصة للورشات، وكذا تلك التي تقدم فيها السينما والحكاية وفن الأمزاد. وفي هذا السياق، أشارت الفنانة جهيدة هوادف المكلّفة بورشة الرسم، ل''المساء''، إلى أنّها خصّصت لهذه الدورة مشروعا يتمثل في صنع قوالب لتلوين الرسم يتم وضعها على ورق من نوعية كرافت قد يزيد طوله عن عشر امتار، ومن ثم إما تترك على شكل سجادة او ترفع في أعمدة خشبية أو حديدية ويصبح على شكل متاهة اطلقت عليها اسم ''سجادة الأنوار الساطعة''. أوّل سهرة للمهرجان كانت في أبالسة التي تبعد عن مدينة تمنراست ب84 كلم، ونشطتها كل من فرقة ''تمزات'' من أبالسة التي ابهرت الحضور برقصات رجال التوارق مصحوبة بغناء الترقيات، ومن ثم قدمت فرقة ''زينقداح'' من ورقلة باقة من الطبوع الموسيقية في الصوفية والترقية والريقي، في حين ألهبت فرقة ''جميلة واتران'' المسرح الكبير لأبالسة من خلال أغانيها الخفيفة والجميلة، ليكون اختتام هذه السهرة بفرقة محلية. مبعوثة ''المساء'' إلى تمنراست: لطيفة داريب