يحتفل المهرجان الدولي لفنون الأهقار بتمنراست في دورته الثالثة بمرور خمسين سنة على استقلال الجزائر، حيث تمت برمجة ورشة ''حكايات تاريخية وشعر'' من تنشيط المختص في الأنثربولوجيا رشيد بليل، الذي سيستقبل شهادات بعض من عاشوا الاستعمار ومن ثم تسجيلها وكتابتها لتدخل في مجال أرشفة التراث الشفوي بالمنطقة. بهذه المناسبة؛ عقد محافظ المهرجان الدولي للأهقار الذي تجري فعالياته بتمنراست في الفترة الممتدة من 14 إلى 18فيفري الجاري، فريد إيغيل أحريز ندوة صحفية بمنتدى ''المجاهد''، تناول فيها حيثيات برنامج هذه الدورة وكذا جديدها الذي يتمثل في احتضان مدينتي أبالسة وعين صالح للحفلات المبرمجة علاوة على مدينة تمنراست، كما مددت آجال المسابقة الوطنية للقصص والأساطير إلى يوم الثاني من أفريل المقبل، إضافة إلى تنظيم ملتقى بعيد عن المواضيع العلمية، حيث سيتم التطرق فيه إلى موضوع ''علاقة التراث الثقافي بالإعلام''، وأضاف إيغيل أحريز أنه تقرر طبع نصوص الملتقيات وكذا تلك الفائزة بجوائز الدورات السابقة، مستطردا أنه تمت استضافة فنانين من الجزائر، مالي، النيجر، الكونغو (برازافيل)، موريتانيا وكوت ديفوار ليصل عدد المشاركين المحليين والأجانب وفي شتى نشاطات المهرجان إلى 450 مشارك، علاوة على تنظيم ورشات مختلفة بقيادة الفنان أرزقي العربي حول الرسم والصورة والخط والشريط المرسوم، الرقص الإفريقي وعلم الفلك والسينما وفن الإمزاد، بالمقابل؛ سيعرف هذا الملتقى تنظيم معرض حول هندسة الأرض والطين. في هذا السياق؛ أكد المكلف بالورشات، الفنان أرزقي العربي، أن سكان تمنراست يحبذون كثيرا أنشطة الورشات، مقدما مثالا عن ولع الأطفال بورشة الشريط المرسوم التي نظمت في الدورة السابقة بحكم أنهم في العادة يعبرون عن موضوع ما برسمة واحدة وها هم يجدون أنفسهم ''مجبرين'' وبكل فرح على رسم العديد من المشاهد للوصول إلى خاتمة القصة. من جهته؛ قدم رئيس لجنة تحكيم مسابقة قصص وأساطير، السيد كمال سدو، المزيد من التوضيحات حول هذه المسابقة فقال إنه تم التخلي عن مقياس السن كشرط للمشاركة وعوض بمقياس آخر يتمثل في المشاركة بقصة إما أن تكون نصية أو سمعية أو سمعية بصرية وستتسابق القصص كل منها في فئة على حدة، مضيفا أن هذه المسابقة ستكون فرصة لتسجيل جزء معتبر من التراث الشفوي باللغات الأمازيغية والعربية والفرنسية. أما عن ورشة ''حكايات تاريخية وشعر'' فتحدث عنها منشطها الباحث رشيد بليل، الذي قال إنها مناسبة فريدة من نوعها لتسجيل شهادات من عاشوا الفترة الاستعمارية وآخرين ممن سمعوا عنها إذ أن منطقة تمنراست مثل شبيهاتها تعرف بالدرجة الأولى بحيازتها على تراث ضخم إلا أنه في مجمله غير مكتوب. للإشارة؛ يشارك في الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لفنون الأهقار العديد من الفنانين من بينهم لالة بادي لالة من تمنراست، بامبينو من النيجر، تيناريوان من المالي، مالومة من موريتانيا وسيليو زيبومبا من الكونغو.