لا يزال ما يقارب خمسين طريقا مقطوعا أمام حركة المرور بولايات وسط وشرق البلاد جراء التقلبات التي سجلت في بعض مناطق الوطن، حسبما أفاد بيان لقيادة الدرك الوطني، أمس، والذي ذكر أن 13 ولاية من وسط وشرق البلاد معنية باضطراب حركة المرور بسبب تراكم الثلوج عبر الطرقات، علما أن الولايات التي تشهد أكبر عدد من الطرقات الوطنية المقطوعة هما ولايتا تيزي وزو والبويرة. وتسببت الاضطرابات الجوية بغليزان في وقوع حادثي مرور خطيرين، أصيب فيهما 15 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، أمس، على مستوى الطريق السيار شرق - غرب. وبولاية تيسمسيلت؛ قام مركز تعبئة قارورات غاز البوتان بتوزيع 62 ألف قارورة منذ بداية الاضطرابات الجوية. كما استقبلت مصلحة الاستعجالات الطبية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية لتيسمسيلت خلال الاضطرابات الجوية 70 شخصا تعرضوا لكسور ورضوض جراء الانزلاقات الناجمة عن تساقط الثلوج وانتشار موجة الصقيع. وبالعاصمة؛ تم التكفل بأزيد من 400 شخص دون مأوى منذ بداية تقلبات الطقس في إطار إجراءات اليقظة المتعلقة بتسيير هذا الوضع من طرف مصالح ولاية الجزائر العاصمة. وقامت فرق الإسعاف الاستعجالي الاجتماعي بالتكثيف من خرجاتها الميدانية لإجلاء الأشخاص دون مأوى وهو ما أسفر عن توجيه أزيد من 400 شخص إلى مركز الإيواء بدالي إبراهيم، وبهدف التكفل الأحسن بهذه الفئة؛ فقد تم تدعيم هذا المركز ب 10 شاليهات، وفرت 80 سريرا إضافيا لترتفع بذلك طاقته الاستيعابية من 200 سرير إلى 280 سرير. وأكد السيد محمد حطاب، الأمين العام للولاية، أن عملية التكفل لا تقتصر على الإطعام والإيواء فحسب، بل تتعداها إلى محاولة إعادتهم إلى أسرهم، خاصة وأن أغلبهم ينحدرون من مختلف ولايات الوطن أو يتم توجيههم إلى المراكز الاستشفائية حسب الحالة. وأشار المسؤول إلى أن الأشخاص دون مأوى تجاوبوا مع فرق الإسعاف نظرا لقساوة الطقس، خاصة وأن للشخص ''الحرية في اتخاد قرار الالتحاق بالمركز''، مذكرا بأن فترة الإيواء بالمركز غير محددة زمنيا. ونظمت ليلة أول أمس خرجة ميدانية تضامنية عبر أحياء وشوارع مدينة قالمة وزعت خلالها وجبات غذائية ساخنة وأغطية لفائدة أسر معوزة وأشخاص دون مأوى، وسمحت هذه العملية التضامنية بمساعدة 4 عائلات متفاوتة العدد تعيش وضعيات اجتماعية صعبة للغاية لعدم توفرها على مورد مالي دائم، واحدة منها تقطن بمخبأ مهجور تابع لشركة توزيع الكهرباء والغاز، كما تم إسعاف أشخاص دون مأوى أنهكهم البرد الشديد. وأوضح السيد حطاب، على صعيد آخر، أن مركزي تعبئة قارورات غاز البوتان بكل من الحراش وسيدي رزين ببراقي اتخذا تدابير احترازية ترمي إلى مضاعفة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد على هذه المادة؛ فالمركزان ينتجان 50 ألف قارورة غاز بوتان يوميا، توزع منها 30 ألف قارورة على مستوى الولاية، في حين توجه حصة 15 ألف قارورة إلى ولاية بومرداس و5 آلاف قارورة إلى ولاية تيزي وزو. من جانبه؛ أكد مدير الموارد المائية، السيد عميروش اسماعيل، أن ولاية الجزائر سجلت تساقط كميات معتبرة للأمطار بلغت 360 ملم خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 13 فيفري الجاري وهي كمية ''تمثل نصف معدل كمية التساقط المسجلة على المستوى الوطني خلال السنة''. وبالشلف؛ استفاد قطاع النشاط الاجتماعي من 100 إعانة قدمتها وزارة التضامن الوطني ستوزع على العائلات المعزولة جراء الثلوج بمنحها مواد غذائية وأغطية، إضافة إلى تلقيه 200 إعانة أخرى ستوزع على بعض البلديات المتضررة من الاضطرابات الجوية. وبولاية تيزي وزو؛ قدمت وزارة التضامن الوطني 3000 شحنة من المؤونة الغذائية لتوزيعها على 67 بلدية تضمها الولاية، حيث استجابت الوزارة لطلب الوالي الذي استنجد بها لمد يد المساعدة للعائلات المحتاجة والفقيرة، خاصة القاطنة بالمناطق النائية الواقعة بالمرتفعات الجبلية للولاية، وينتظر أن تستفيد من هذه المساعدات المقدمة من طرف وزارة التضامن نحو 6000 عائلة، إضافة إلى مساعدات الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي خصص شحنة قدرها 1000 وحدة من الدجاج، و1000 لوحة من البيض التي ستوزع عبر 10 دوائر. وقد سجلت الولاية طيلة تساقط الثلوج عدة انهيارات لمباني، مؤسسات صحية، رياضية وتربوية وغيرها إلى جانب انهيار سكنات، كما تسبب تردي الأحوال الجوية في هلاك 10 مواطنين من بينها 3 حالات اختناق بالغاز. وقد سجلت مصالح الفلاحة ببومرداس، في حصيلة أولية إثر التقلبات الجوية الجارية، خسائر مادية في مختلف المحاصيل والشعب الفلاحية قدرت بحوالي 400 مليون دينار، ومست هذه الخسائر عددا هاما من أشجار الزيتون والأشجار المثمرة، خاصة أشجار البرتقال والليمون وتلف ثمانية بيوت بلاستيكية وتهدم أسقف زهاء 20 اسطبلا لتربية الأبقار والماشية وتلف وتهديم بئر وخزان لمياه السقي، إضافة إلى تلف زهاء 100 خلية نحل ونفوق عدد هائل من الدجاج بسبب البرد القارس وعدم التمكن من توصيل قارورات الغاز المستعملة بكثرة في التدفئة بسبب انقطاع الطرقات جراء الثلوج الكثيفة والصقيع. وبولاية ميلة؛ تطلب تدخل فرقة من الحماية المدنية خلال اليومين الأخيرين من أجل إنقاذ حياة مريض في حالة استعجالية بسبب إصابته بالتهاب حاد على مستوى المرارة، حاصرته الثلوج بمنطقة بوداود ببلدية ''تاسلة لمطاعي'' قطع ما يناهز 34 كلم سيرا على الأقدام ذهابا وإيابا من طرف أفراد الحماية المدنية.