كانت فرحة مسيري وداد تلمسان مزدوجة في نهاية المباراة أمام مولودية وهران؛ فمن جهة فاز الوداد بنتيجة عريضة أسكت بها الأطراف المحيطة بالنادي التي كانت تشكك في قدرة زملاء بلغري على تخطي عقبة الحمراوة، وتحدثت عن وجود ترتيب مسبق لنتيجة المباراة، ومن جهة أخرى؛ فإن هذه المواجهة كانت خالية بنسبة كبيرة من أعمال العنف، وهو ما يؤكد رغبة مسيري الوداد في إبعاد التوتر الذي عكر في السابق العلاقات بين الناديين. ويشكل الانتصار المحقق أمام مولودية وهران تحولا كبيرا في مسيرة الوداد، لأنه سمح للاعبيه من الاتكال أكثر في المستقبل على إمكانياتهم والخروج من دائرة الخوف الذي كان يؤرقهم قبل انطلاق البطولة وتطلب من الطاقم الفني القيام بعمل معنوي كبير في هذا الجانب، حيث يقول المدرب عبد القادر عمراني في هذا الشأن ''لم يكن من السهل علينا الوصول بالفريق إلى المستوى الذي هو عليه اليوم، لا سيما وأن آثار الظروف الصعبة التي عرفها الوداد قبل إسدال بطولة الموسم الفارط لا زالت قائمة لدى بعض عناصر الفريق وكان لا بد علينا من دفعهم إلى التفكير دائما بعقلية المنتصر في كل المباريات التي يخوضها الفريق، وأظن أن اللقاء أمام مولودية وهران كان بمثابة قمة العطاء الذي قدمه اللاعبون منذ انطلاق البطولة، حيث تجاوزوا الضغط القوي الذي كانوا يشعرون به قبل انطلاق المباراة وتفطنوا بسرعة أن المنافس كان في متناولهم، حيث رفعوا من وتيرة اللعب التي سمحت لنا بالتقدم في النتيجة". وثمن مدرب الوداد المقاومة البدنية الكبيرة التي أبداها لاعبوه خلال الشوط الثاني في أعقاب تمكن المنافس من تعديل النتيجة، حيث لم يتوقفوا عن بذل المجهودات فوق أرضية الميدان والتي جسدها المهاجم أندريا الذي سجل الهدف الرابع لفريقه في الوقت بدل الضائع من المباراة. وبدا عمراني واثقا من إمكانيات فريقه أكثر مما كان عليه في الماضي، حينما قال ''أتوقع أن يكون لهذا الانتصار انعكاسات إيجابية على التشكيلة لأنني متأكد من أن اللاعبين سيتحررون من الناحية النفسية، وسنرى الوجه الحقيقي لوداد تلمسان في الجولات القادمة من البطولة، صحيح أن القفزة النوعية التي حققناها في ترتيب البطولة تفاجئ البعض، لكنها تدخل في منطق الأشياء، نظرا إلى العودة القوية التي نسجلها منذ بداية مرحلة الإياب". ابتهاج كبير في أوساط النادي بمسيرة الفريق ويسود أوساط النادي ارتياح كبير لأن الجميع يعتقد أن وداد تلمسان حقق خطوات كبيرة في محاولاته للابتعاد عن منطقة الخطر، بل إن نتائجه فاقت كل التوقعات، مثلما يؤكده رئيس النادي عبد الكريم يحلى الذي قال في هذا الشأن ل''المساء'': ''أظن أن وداد تلمسان شهد تحولا كبيرا على كل المستويات؛ فالنادي استطاع أن يتجاوز كل العقبات التي كانت تحول دون بروزه في البطولة وأن الوضع الذي نعيشه اليوم هو انعكاس للسياسة الرشيدة التي سرنا عليها منذ بداية المنافسة، اليوم نوجد ضمن كوكبة المقدمة ومن الطبيعي أن تكبر طموحاتنا، لكن يتعين على اللاعبين تفادي الغرور والحفاظ بشكل خاص على التضامن الذي يسود بينهم في الوقت الراهن". وتمنى يحلى أن يلتف أبناء الوداد حول الفريق وخص بالذكر الأطراف التي لها القدرة على مساعدة النادي من الناحية المادية. وقالت مصادر من داخل لجنة أنصار الوداد ل''المساء'' إن إدارة النادي ستقوم في الأيام القليلة القادمة بتسوية كل المستحقات المالية للاعبي الفريق.