يقدّم اليوم بمسرح ''عز الدين مجوبي'' بعنابة، العرض الشرفي لمسرحية ''واد الخير''، وهو أوّل إنتاج مسرحي للسنة الجارية من إخراج الفنان المسرحي المعروف هارون الكيلاني، سينوغرافيا نكاع زروق، موسيقى جمال سنوسي وتمثيل كوكبة من الفنانين الشباب، من بينهم أمين حياهم في دور الباشق وجمال دندان في دور الباز وغيرهم من الوجوه الإبداعية الأخرى... كشف المخرج هارون الكيلاني خلال الندوة الصحفية التي عقدها أوّل أمس بالقاعة الشرفية لمسرح ''عز الدين مجوبي''، عن إنتاجه الجديد ''واد الخير''، وهو عمل يدخل في مجال المسرح الشباني الجديد الأكشن والخيال، لأنّها قصة مستوحاة - حسب المخرج - من تقاليد وتراث الصحراء الجزائرية وبالضبط من البيئة الترقية التي تعكس القدرة الإبداعية للمرأة الصحراوية، وقد اعتمد المخرج في المسرحية على اللغة المحلية الدارجة من أجل تعزيز لغة التواصل بين الجمهور والممثلين على ركح المسرح. وفي هذا الشأن، قال الكيلاني أنّ مسرحية ''واد الخير'' تعكس واقع الصحراء من خلال إضفاء بعض الجماليات مثل الكثبان الرملية التي تشكّل الجزء الأكبر في أدوات المسرحية، إلى جانب اللباس التقليدي المتكوّن من قطع قماش رائعة، منها السروال واللحاف، إلى جانب بعض الأكسسورات الأخرى مثل السيف، وقد تمّ توظيف أسماء جديدة في هذه المسرحية كنا نتابعها في الأفلام التاريخية وهي الباشق والباز، وفي هذا الإطار أضاف المتحدث أنّ مثل هذه الأسماء أصلها صحراوي، وهو يرمز لطير من الجوارح يتميّز بانفعاله من خلال إصدار أصوات قوية كان أهل الصحراء يستأنسون بها ونفس الحديث يشمل طائر الباز. وأكّد المخرج الكيلاني أنّه لم يجد صعوبة مع الوجوه المسرحية الجديدة وأغلبها ينحدر من عنابة، حيث أدّت الأدوار على أتم وجه رغم أنّ المسرحية تجسّد البيئة الصحراوية بالجزائر. وعلى صعيد آخر، قال الكيلاني أنّ المسرح بالجزائر يحتاج إلى ديناميكية أكثر، خاصة في قضية القدرة الإخراجية وتدريب الشباب الهاوي على العمل الركحي، وقد انتقد منشّط الندوة بقوّة بعض المخرجين الجزائريين، حيث وصفهم بالكسالى لأنّهم يحملون حقائب لا توفّر للإنتاج المسرحي شيئا رغم الأغلفة المالية التي ترصدها الدولة سنويا.