أكدت كاتبة الدولة الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون أمس في تصريح للصحافة وممثلين عن المجتمع المدني بسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية أن واشنطن ستبقى شريكا للجزائر التي ينبغي أن تحتل المكانة التي تليق بها بين الأمم في السنوات ال50 المقبلة بفضل برنامج تنمية يرتكز على خدمة المجتمع، مشيرة إلى أن بلادها تساند هذا البرنامج الذي يفضل الحوار بين الحكومة والمجتمع المدني والجانب الاقتصادي. وقبل ذلك استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة المسؤولة الامريكية بمقر الرئاسة. وقالت السيدة كلينتون في تصريح للصحافة بالسفارة ان بلادها شريكة في الحوار مع الحكومة والقطاع الاقتصادي والمجتمع المدني ''لملاحظة التغييرات والانجازات التي تم تحقيقها''. وأضافت في هذا الصدد ''نحن في القرن ال21 واشبه المجتمع بكرسي يرتكز على 3 قوائم أو 3 أعمدة'' والعمود الأول يتمثل في الحكومة التي تعتبر ''مسؤولة وتقدم التوضيحات وتستحدث الفرص للمواطنين''. اما العمود الثاني فيتمثل في القطاع الاقتصادي الخاص الذي ''يجب أن يتميز بالحركية والانفتاح على العالم لاستحداث الفرص ومناصب العمل''، في حين اوضحت المسؤولة الامريكية ان العمود الثالث يتمثل في المجتمع المدني الذي يجب ان يعمل ''دون هوادة من أجل تحسين ظروف معيشة المواطنين''. واذ عبرت عن سعادتها لزيارة الجزائر فقد اشارت الى ان زيارتها لبلادنا سمحت لها بإجراء مشاورات مع المسؤولين الجزائريين واعضاء من المجتمع المدني، مضيفة ان زيارتها للمنطقة المغاربية تتضمن نفس الرسالة وهي ان تبذل المزيد من الجهود لتحقيق الاهداف، من منطلق ان الشعوب المغاربية تحتاج الى المزيد من الفرص لاتخاذ القرار بنفسها فيما يتعلق بالقضايا التي تهمها. وقد اجرت كاتبة الدولة الامريكية لقاء مغلقا مع اعضاء المجتمع المدني بالسفارة دام نصف ساعة وهم يمثلون على وجه الخصوص خريجي المدارس والجامعات الامريكية. وكانت السيدة كلينتون قد اكدت لدى وصولها الى الجزائر مساء امس ان الولاياتالمتحدة تقدر الآراء الجزائرية بشأن مختلف الاحداث التي تشهدها المنطقة، مشيرة الى ان بلادها والجزائر تقيمان ''حوارا متواصلا في كافة المجالات'' وان زيارتها الى الجزائر تهدف الى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وقالت السيدة كلينتون في هذا الصدد ''زيارتي ترمي الى بحث تعزيز التعاون الثنائي وتبادل الآراء بشأن الاحداث التي تشهدها المنطقة حاليا ''وان العلاقات القائمة بين الجزائروالولاياتالمتحدةالامريكية منذ زمن بعيد ''جيدة وانها ستتعمق وتتطور اكثر''. وعن سؤال حول ''تمويل الولاياتالمتحدة للأحزاب الاسلامية''، نفت رئيسة الدبلوماسية الامريكية ذلك، قائلة في هذا الصدد ''نحن لا نمول أي حزب سياسي في العالم بل نقترح العمل مع الاحزاب لتبادل الآراء وتقديم الدعم لتنظيم انتخابات من اجل ضمان اقتراع حر وعادل ونزيه''. وفيما يخص الانتخابات المقبلة في الجزائر اشارت السيدة كلينتون الى استعداد بلادها لتقديم دعم تقني. مضيفة في هذا الصدد ''سوف نتصل بمجموعات الخبراء ليعملوا مع السلطات الجزائرية لدعم الانتخابات اذا ما طلب منا ذلك''. وقد حلت السيدة كلينتون بالجزائر في اطار زيارة عمل بدعوة من نظيرها الجزائري السيد مراد مدلسي الذي كان في استقبالها في المطار الدولي هواري بومدين. وتمحورت المحادثات التي اجرتها السيدة كلينتون مع المسؤولين الجزائريين حول ''تعزيز العلاقات الثنائية متعددة الأشكال التي تربط البلدين والإصلاحات السياسية العميقة الجارية في بلدنا''، كما أوضحت وزارة الشؤون الخارجية. كما تناولت المباحثات ايضا حسب المصدر ''بعض المسائل الراهنة الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك مثل الوضع السائد في بعض مناطق العالم العربي وبعث الاندماج الإقليمي في المغرب العربي والوضع الأمني في الساحل ومكافحة الإرهاب وتفرعاته''. وتأتي هذه الزيارة الأولى للسيدة كلينتون التي تعقب الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي إلى واشنطن في جانفي الفارط لتكرس الحركية الكبيرة في تقارب وتعزيز العلاقات الثنائية التي تجسدت من خلال زيارات مسؤولين سامين أمريكيين إلى الجزائر باتت تتكرر أكثر فأكثر. ولدى استقبالها في جانفي الفارط بالعاصمة الفدرالية نظيرها الجزائري أكدت السيدة كلينتون هذا ''الدفع الكبير'' الذي تشهده العلاقات بين البلدين، مشددة على أن مثل هذه المشاورات المتواصلة تعتبر ''تكريسا للعلاقات الثنائية الممتازة'' بين الجزائروالولاياتالمتحدةالامريكية. وفي الوقت الذي تستعد فيه الجزائر لتنظيم انتخابات تشريعية في ماي المقبل مع إدخال إصلاحات سياسية واسعة في إطار استكمال الصرح الديمقراطي الذي باشرته منذ عشرين سنة خلت حيت الولاياتالمتحدة هذا المسعى وهنأت الحكومة على الجهود المبذولة في هذا الصدد. وبعد أن وصفت السيدة كلينتون هذه الإصلاحات ب''الهامة جدا'' أكدت أنها ''تتطابق تماما مع الهدف الذي سطرته الحكومة الجزائرية والمتمثل في تكريس الديمقراطية بشكل أوسع''.