أكد الوزير الأول ووزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم آل الثاني، أمس أن الدوحة مع فكرة إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية للدفاع عن نفسها في وجه قوات الأمن السورية بقناعة انه ''يتعين أن نفعل كل ما هو ضروري من أجل مساعدة السوريين بما في ذلك تزويدهم بالأسلحة للدفاع عن أنفسهم''. وقال المسؤول القطري الموجود في زيارة رسمية إلى النرويج أن ''الانتفاضة الشعبية في سوريا بلغت عامها الأول وقد كانت منذ عشرة أشهر سلمية ولا أحد حمل السلاح ولا احد قام بأي شيء عنيف ولكن بشار الأسد واصل عمليات القتل ومن المنطقي الآن أن يدافع السوريون عن أنفسهم بالسلاح وبكل ما يتعين علينا مساعدتهم به'' . وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها قطر عن رغبتها الملحة في تسليح المعارضة السورية بمبرر الدفاع عن نفسها وضمن منعرج قد يأخذه الحراك الشعبي في سوريا باتجاه حرب أهلية لا احد بمقدوره في مثل الظروف الراهنة التكهن بنهايتها. وكانت السلطات القطرية السباقة أيضا إلى الدعوة إلى إرسال وحدات عربية إلى سوريا، قبل أن تتبنى الجامعة العربية الفكرة مع إضافة قوات أممية قابلتها دمشق بمعارضة قطعية وتعاملت معها الدول الغربية بحذر شديد بسبب مخاوفها من احتمالات انفلات الوضع ودخول كل المنطقة في متاهة فوضى عارمة ضمن قناعة أكدتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وتحفظت عليها. ويبدو أن استراتيجية ''المرحلية'' التي انتهجتها الدول العربية والغربية في تعاملها مع الأوضاع المتردية في سوريا هي التي جعلت مقاربات التعاطي تنتقل من مطلب إلى آخر أشد وقعا حتى وإن كانت كل المطالب السابقة لم تتحقق إلى حد الآن بسبب الموقف السوري الرافض لكل فكرة لزعزعة النظام الحالي من مكانه أو حتى التفكير في تغييره بأي وسيلة كانت. وهو ما جعل المجموعة الدولية تصطدم بواقع لم تكن تتوقعه وهي التي كانت تراهن على العامل الزمني للتمكن من الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. ويجب الإقرار هنا أن صمود السلطات السورية على مواقفها المبدئية استمدتها من الموقفين الروسي والصيني اللذين أخلطا الحسابات وجعلا الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية والعربية تعيد حساباتها في كيفية التعاطي مع تطورات الأزمة ولكنها لم تهتدي إلى حد الآن إلى الطريقة المثلى لتحقيق مثل هذا الهدف. وقد لخصت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون هذا العجز عندما طالبت خلال جولتها المغاربية المجموعة الدولية بممارسة ضغوطات على روسيا والصين لتغيير موقفيهما إزاء الوضع في سوريا وهو ما أثار حفيظة الصين التي وصفت الموقف الأمريكي ب ''غير المقبول''. وربما يكون ذلك هو الذي جعل الوزير الأول الروسي فلاديمير بوتين والمرشح لتولي منصب رئاسة روسيا في انتخابات الرابع مارس القادم يتهم الدول الغربية ب ''الغطرسة والتعالي'' في التعامل مع هذه الأزمة وقال في مقال مطول على موقعه الالكتروني أن ''الدول الغربية تفتقد للأناة التي تمكنها من صياغة مقاربة متوازنة باتجاه سوريا داخل مجلس الأمن الدولي وكان عليها أن تطالب المجموعات المسلحة في سوريا الانسحاب من المدن كما فعلت قوات الأمن النظامية ولكن الدول الغربية لم تفعل ذلك'' في اتهام مبطن باتجاه الغرب بالانحياز إلى جانب المعارضة على حساب النظام السوري.