الإساءة إلى الرسول وإلى الإسلام لم تكن وليدة اليوم ولا تنتهي عنده، خصوصا إن كانت هذه الإساءة آتية من أطراف صهيونية تحسن التمويه والتخفي كما الحرباء، لتبث الشقاق وتثير الفتنة بين المسلمين والمسيحيين الذين يسمعون القول فترق قلوبهم، وإن استأمنتهم على قنطار من ذهب أدوه إليك، وتفيض عيونهم عند سماعهم الحق، وفي تاريخنا العربي القديم، نقرأ أن عربا جاهليين تحولوا الى دين النصرانية وأن قبيلة عربية بنجران تدين بالنصرانية وأن أشهر خطباء وحكماء العرب هو قس بن ساعدة، ولم نسمع أو نقرأ أن العرب تحولوا إلى اليهودية رغم وجود اليهود بين ظهرانيهم، فيثرب كانت تعج باليهود من بني قينقاع والنظير وقريضة وغيرهم، فلا الأوس ولا الخزرج تهودوا وتصهينوا رغم احتكار اليهود للاقتصاد العربي آنذاك، واشتغالهم في تزويد القبائل العربية بالسلاح وإثارة الفتن بينها لتبقى تتقاتل، وكذا بالخمور والمجون، وسيطرتهم على الأسواق والتجارة، وعندما جاء الإسلام المدينة نسف بنيانهم المبني على الربا واحتكار السوق وبث القلاقل والفتن، فأنشئت السوق الإسلامية وكسدت تجارة اليهود التي ما فتئت تحاول تخدير وتفتيت المجتمع العربي من الداخل بواسطة الفتن والحروب، وقصة المرأة المسلمة التي اعتدى عليها اليهود في سوقهم، كانت السبب الأول لإنشاء السوق الإسلامية، فالرسول عليه الصلاة والسلام كشف عن عنصر الشر الصهيوني الذي نبت في بني إسرائيل كما وصفهم بذلك القرآن الكريم، وأن الإرهاب هو عند هؤلاء الناس، حتى أنه جاء في بعض الأثر ما خلا يهودي بمسلم إلا سولت نفس اليهودية قتل المسلم، وهنا مكمن الإرهاب ومنبع الشرور، أما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فيكفيه رفعة أن خلقه القرآن وصدق الشاعر الصرصري حين قال: محمد خير مبعوث برحمة من خير بيت عليه أجمع العرب عف كريم السجايا من سلالة إبراهيم أكرم خلق الله منتجب مهذب طاهر طابت أرومته وطاب بين الورى أم له وأب دعا إلى الله رب العرش وهو على بصيرة لا يغطى نورها الريب" هذه هي صفات محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، العفاف والسماحة والرحمة والعدل والكرم والطهر والصدق والأمانة، ولم تجتمع هذه الصفات عند الصهاينة المغرضين، خفافيش الظلمة وقتلة الأنبياء·