ضم المجلس الإسلامي الأعلى صوته إلى جمعية العلماء المسلمين بخصوص كتاب ''الصوفية الإرث المشترك '' لمؤلفه خالد عدلان بن تونس زعيم الطريقة العلاوية، معتبرا أن الكتاب قد جانب الصواب والتوفيق في الصور التي قدمها، خاصة وان بعضها قريبة للإباحية، حسبما أفاد بيان للمجلس موقع من طرف رئيسه الدكتور أبو عمران الشيخ، والذي تلقت ''الحوار'' أمس نسخة منه، والذي وصف القضية بالمشكلة المفتعلة. وقال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن الكتاب الصادر عن دار النشر زكي بوزيد ''لم يوفق في تقديم بعض الصور التي لم يستسغها الكثير من الذين اطلعوا عليه في إشارة منه أن هناك ما يشبه الإجماع من طرف المختصين في الشريعة على أن ما حواه هذا الكتاب مناف للشريعة وللدين الإسلامي، خاصة وأن زعيم الطريقة العلاوية قد أورد في كتابه صورا تقوم ب'' تشخيص الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبعض الأنبياء والرسل والصحابة ابتداء من سيدنا ادم عليه السلام والملائكة ". واعتبر أبو عمران أن هذه الصور غير صالحة للاعتماد عليها في المجال العلمي أو عند الكتابة في المجال الديني، كونها صور قديمة وشعبية لا تؤهل لأن ترفع مقام العلمية، حيث بين ذلك بالقول ''هي صور قديمة في شكل منمنمات وصور شعبية لا يمكن الاعتماد عليها''، مضيفا أن هذه الصور تحمل إساءة كبيرة وتخدش حياء الإنسان العادي، الذي لا يمكن مقارنته البتة بالأنبياء والرسل أو الملائكة، وموضحا ذلك بالقول''وأغرب من ذلك كله هناك صور أقرب ما تكون إلى الإباحية''، ومؤكدا على أن علماء الإسلام في أغلبية العالم الإسلامي لم يرضوا بذلك . ويرى رئيس أعلى هيأة إسلامية في الجزائر أن الصور التي تضمنها كتاب ''الصوفية الإرث المشترك'' لمؤلفه خالد عدلان بن تونس من شانها أن تحدث فتنة بين الجزائريين، لذلك دعا إلى ''إبعاد هذه الصور سواء بتغطيتها أو بطريقة أخرى لكي يهدأ الجو'' وتنتهي هذه المشكلة المتعمدة، حيث وصف القضية المثارة ب ''المشكلة المفتعلة". وبين الشيخ أبو عمران المشهود له في مجال الحوار بين الحضارات، أن ممثل الطريقة العلاوية قد جانب الصواب عندما أورد في كتابه نصوصا تدعو إلى توحيد كل الديانات الموجودة على وجه الأرض، معتبرا ذلك انه ''نظرية غريبة لا صلة لها بالإسلام الحنيف، ولا يمكن أن تطبق نظرا للخلافات التي تسود علاقات هذه الديانات''، مبينا أن ديننا الإسلامي يدعو إلى الحوار بين الديانات'' بالتي هي أحسن''، على أساس الاحترام المتبادل ،ولكل ديانة خصوصياتها، والإسلام صريح في ذلك من خلال ما جاء في سورة الكافرون ،عندما قال الله تعالى '' لكم دينكم ولي دين". ولاحظ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن زعيم الطريقة العلاوية قد ارتكب فعلا غير لائق عندما ضمن كتابه صورة لمؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر، وهي محاطة بنجمة سيدنا داوود السداسية، وذلك بالنظر إلى أن هذه النجمة صارت اليوم رمزا للحركة الصهيونية المعروفة بعداوتها للإسلام . وكان الشيخ عبد الرحمان شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قد اتهم زعيم الطريقة العلاوية في الجزائر خالد عدلان بن تونس بالإساءة للمقدسات الإسلامية والرموز الوطنية، داعيا السلطات الرسمية للتدخل وسحب كتاب ''الصوفية الإرث المشترك'' من السوق. وعلى عكس ما سبق ، تعتقد جمعية الشيخ العلاوي للتربية والثقافة، أن ردود الفعل التي أحدثها صدور كتاب خالد بن تونس لا تعدو إلا أن تكون بلبلة من أناس لا يفرقون بين الكاريكاتور والمينياتور، معتبرة انه لا وجود لأي خروقات أو تجاوزات أو حتى إساءة للإسلام ورموزه وبخاصة المساس بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.