عبّرت الجزائر وبريطانيا عن استعدادهما للتعاون بشكل وثيق قصد محاربة الإرهاب في منطقة الساحل، حيث أكدت بريطانيا موقفها الداعم للجزائر بخصوص تجريم الفدية التي تعد تشجيعا للجماعات الإرهابية. ومن جهة أخرى نوهت بريطانيا بقرار الجزائر لدعوة مراقبين أجانب للانتخابات التشريعية المقبلة التي ستنظم في العاشر من ماي القادم. شارك السيد عبد القادر مساهل الوزير المكلف بالعلاقات المغاربية والشؤون الإفريقية الذي ترأس الوفد الجزائري في أشغال الدورة السادسة للجنة الثنائية الجزائرية-البريطانية التي عقدت نهاية الأسبوع بلندن مع مسؤولين بريطانيين مكلفين بالأمن وقضايا الإرهاب. وتضمن جدول أعمال هذا اللقاء الوضع في منطقة الساحل وآفاق التعاون بين الجزائر والمملكة المتحدة على أساس نتائج اجتماع الجزائر في 7 سبتمبر 2011 حول الأمن والتنمية في منطقة الساحل. كما ناقش الطرفان جدول أعمال المنتدى العالمي حول الإرهاب المزمع إجراؤه في جوان المقبل باسطنبول. وفي هذا المجال أوضح السيد مساهل أن الجزائر وبريطانيا لهما تقارب تام فيما يخص مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى تطابق جهات نظر البلدين فيما يتعلق بدفع الفدية للإرهابيين وتمويل الإرهاب. كما أبرز الوزير المستوى الجيد للتعاون بين البلدين في هذا المجال. ومن جهة أخرى اتفق الطرفان على ابراز فرص الأعمال في مختلف القطاعات من أجل ترقية الاستثمارات وإقامة شراكة تقوم على أساس الربح المتبادل. كما أعربت بريطانيا عن ارتياحها للمحادثات السياسية التي جرت بلندن. حيث أشار الوزير البريطاني المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد اليستار بورت في بيان توج أشغال الدورة صادر عن وزارة الشؤون الخارجية البريطانية إلى أن المحادثات ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية الوطيدة بحيث يتعاون البلدان في بعض المجالات ويسعيا إلى زيادة هذه التبادلات. وأكدت المملكة المتحدة في هذا البيان على العلاقات السياسية الوطيدة التي تربطها بالجزائر معربة عن رغبتها في تنمية الحوار مع الجزائر من خلال استحداث مجموعة بين برلماني البلدين. وفيما يخص مكافحة الإرهاب أعرب الطرف البريطاني عن إرادته العمل ''في إطار تعاون وثيق'' مع الجزائر على مكافحة التهديد المشترك للإرهاب في منطقة الساحل. وصرح السيد بورت في هذا الصدد قائلا ''لقد أعربنا للسيد مساهل عن الدعم الثابت للمملكة المتحدة لموقف الحكومة الجزائرية التي تعارض دفع فدية للمجموعات الإرهابية''. مؤكدا أنه تم تبادل وجهات النظر حول المسائل الجهوية بحيث أعرب الطرفان عن إدانتهما لاستمرار أعمال العنف في سوريا وعن الدعم الثابت للحكومة البريطانية للجهود التي تبذلها الجامعة العربية من أجل التوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية في سوريا وحقن الدماء. وفيما يخص علاقات الجزائر مع الدول المجاورة أعرب السيد بورت عن أمله في أن تكون المحادثات الأخيرة بين الجزائر والمغرب بادرة للتقارب الذي من شأنه أن يساهم إلى جانب بعث اتحاد المغرب العربي في تعزيز الاندماج في المنطقة. مضيفا أن اندماجا أكثر تطورا من شأنه أن يقدم مزايا اقتصادية وأمنية للجميع. وفيما يخص الصحراء الغربية أعرب السيد بورت عن أمله في أن يتم إيجاد حل يأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب في تقرير مصيره.