حل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بعد ظهر أمس بالعاصمة القطرية الدوحة، في زيارة رسمية تدوم ثلاثة أيام بدعوة من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني· وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله إلى مطار الدوحة الدولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وكبار المسؤولين بدولة قطر· وبعد استراحة قصيرة بالقاعة الشرفية توجه الرئيس بوتفليقة رفقة مضيفه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى مقر إقامته بالدوحة، وسطر لزيارة رئيس الجمهورية إلى قطر برنامج ثري يشمل خاصة محادثات مع أمير دولة قطر ولقاء مع ممثلي السلك الدبلوماسي العربي المعتمد بالدوحة وكذا مع ممثلين عن أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بقطر والمقدر عددها بحوالي 2000 جزائري· كما سيقوم رئيس الجمهورية بزيارات إلى السوق القديم للدوحة والمؤسسة القطرية للعلوم والتكنولوجيا وإلى المركز الجديد للمعارف الإسلامية· وتعتبر زيارة الرئيس بوتفليقة لدولة قطر "مناسبة سانحة" لتعزيز سنة التشاور والتنسيق بين قائدي البلدين في مجمل القضايا خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأزمة اللبنانية والعراق إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك على ضوء التطورات السريعة والتحديات التي تواجه الأمة العربية في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها· وأكد مصدر دبلوماسي أن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمار والشراكة بين البلدين ستحظى ب "أهمية خاصة" خلال هذه الزيارة على ضوء ما يعرفه التعاون من حركية وتبادل زيارات والرغبة التي أبداها رجال أعمال ومستثمرون من قطر والذين كانوا، كما أضاف المصدر سباقين لدخول السوق الجزائرية في دعم استثماراتهم في الجزائر" لاسيما في قطاعات الطاقة والاتصالات والمالية والفلاحة والسكن والعمران"· ويسجل في هذا السياق قيام شركة الاتصالات القطرية "كيوتل" بشراء 15 بالمئة من رأسمال الشركة الوطنية الكويتية للاتصالات لتصبح بذلك الشركة القطرية المالك الرئيسي للوطنية الجزائر "نجمة" مع إعلان رغبتها في دعم استثماراتها في الجزائر، إضافة إلى وجود مشاريع مستقبلية واعدة لاسيما تطوير مشروع مشترك "لتكسير الإيثان" مع الوحدات المشتقة في أرزيو بالشراكة مع "توتال" الفرنسية· ودائما في مجال الشراكة يذكر رغبة شركة "قطر للبترول QP التي تنجز مصفاة في مدينة الصخيرة بتونس التزود بالبترول الخام الجزائري لتشغيل المصفاة وكذا رغبة شركة وقود القطرية في الدخول في شراكة مع "نفطال" لإقامة محطات لتوزيع الوقود على طول الطريق السيار شرق غرب· وكان الرئيس بوتفليقة قد أدلى مؤخرا بحديث لصحيفة العرب القطرية أكد من خلاله على أن العلاقات الجزائرية القطرية "ممتازة ومتميزة" على المستوى السياسي يطبعها الاحترام والتقدير وتبادل الزيارات على أعلى المستويات، مشددا على أن الجزائر وقطر "يعملان سويا على دفعها قدما وعلى تعميق التشاور والتنسيق بينهما حول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك"· غير أن رئيس الدولة تأسف لكون علاقات التعاون الاقتصادي القائمة بين البلدين لم ترق بعد إلى مستوى العلاقات السياسية، مبرزا أنه هناك "حاجة ماسة" إلى تفعيل ما سبق من الاتفاقات خاصة في مجال الاستثمار والشراكة وإلى تحريك اللجنة المشتركة التي لم تعقد سوى دورتين كانت آخرهما في سنة 2002 بالجزائر· وبشأن القضايا العربية والإسلامية والدولية ذات الاهتمام المشترك أشار رئيس الجمهورية إلى أنه "يمكن القول أن هناك تطابقا في وجهات نظر البلدين حول أهمها"· تعزيز علاقات الشراكة مع الكويت وعقب اختتام زيارته لدولة الكويت بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بعد ظهر أمس برقية لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عبّر له فيها عن شكره وامتنانه لحفاوة الاستقبال الذي حظي به هو والوفد المرافق له خلال الزيارة الرسمية التي قام بها لدولة الكويت والتي دامت ثلاثة أيام· وجاء في هذه البرقية "إن جوانحي ليغمرها الامتنان والعرفان وأنا أغادر بلدكم الشقيق لقاء ما أحطتمونا به أنتم والشعب الكويتي المعطاء من حفاوة الاستقبال ودلائل العناية منذ أن حللنا أنا والوفد المرافق لي بمدينة الكويت الجميلة، حيث تجتمع الحداثة بالأصالة وحيث يطيب ويلذ المقام، فلا أملك إلا أن أجزل لكم الثناء شاكرا لكم كرم وفادة هو من شيمكم وحسن قرى هو من سجاياكم"· وأضاف رئيس الجمهورية في برقيته قائلا: "لقد وقفت خلال زيارتي هذه على الخطوات التي خطتها دولة الكويت الشقيقة تحت قيادتكم الرشيدة على درب الديمقراطية والتقدم والرقي، وإنني لأهنئكم بما تحقق لكم من إنجازات هي مفخرة للعرب جميعا·· ولا يفوتني يقول الرئيس بوتفليقة أن أعرب عن بالغ ارتياحي لنتائج مباحثاتنا وللآفاق الواعدة التي تنفتح فسيحة أمام تعاون سيكون بإذن الله مصداقا لعلاقتنا السياسية الممتازة ويعود بالمنفعة المتبادلة والخير العميم على شعبينا الشقيقين"· واختتم رئيس الجمهورية برقيته بالقول "كما أعبر عن اغتباطي لتوافق وجهات النظر بيننا بشأن التحديات التي تواجه أمتينا العربية والإسلامية وبشأن المسائل الجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك"· وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد اختتم بعد ظهر أمس زيارته الرسمية للكويت دامت ثلاثة أيام، وكان في توديع رئيس الجمهورية بمطار الكويت الدولي أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتوجت هذه الزيارة بصدور بيان مشترك جزائري كويتي أكد على مواصلة تعزيز التعاون المشترك حيث تمت الإشارة إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات تجنب الازدواج الضريبي، التعاون الاقتصادي والفني، التدريب والتعليم المهني، الإعلام والثقافة، وذلك لدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أوسع، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتشاور والتنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين· وقد كانت لقائدي البلدين محادثات على انفراد توسعت لتشمل وفدي البلدين تناولت استعراض القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك مع بحث السبل الكفيلة بتحقيق المزيد من دعم وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات· وفي هذا الصدد استعرض الجانبان التطور النوعي الذي حققه اقتصاد البلدين وما أفرزه من إمكانيات التعاون الهائلة من منظور التكامل والشراكة بين رجال الأعمال، ودعيا اللجنة المشتركة لاستئناف اجتماعاتها واستغلال كل الفرص المواتية لخلق قوة زخم تعطي دفعة قوية لعلاقات التعاون القائمة بين البلدين في كافة المجالات، آخذين بعين الاعتبار ضرورة تعزيزها في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والشراكة بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين وللشعبين الشقيقين· وكان رئيس الجمهورية التقى أمس بقصر البيان جهرة 2 أعضاء السلك الدبلوماسي العربي المعتمد بهذا البلد، وقد تبادل رئيس الجمهورية مع ضيوفه أطراف الحديث بخصوص القضايا الراهنة والوضع الذي تمر به الأمة العربية· وقد عبّر العديد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي عن سعادتهم بلقاء رئيس الجمهورية منوهين في بهذه "الالتفاتة الطيبة" التي تؤكد كما قالوا حرص الرئيس بوتفليقة على لم الشمل العربي وسعيه للمصالحة بين الإخوة الأشقاء · كما أشادوا أيضا ب"الخبرة السياسية" التي يتمتع بها رئيس الجمهورية و"حنكته" في التعامل مع مختلف الأوضاع والقضايا الإقليمية والدولية· وفي الأخير أخذت صورة تذكارية لأعضاء السلك الدبلوماسي مع رئيس الجمهورية· كما التقى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس بقصر البيان جهرة 2 أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بهذا البلد· وبعد أن صافحهم تبادل رئيس الجمهورية معهم أطراف الحديث في أمور وقضايا وطنية وعربية في جو حميم، وعبّر الجميع عن سعادتهم بلقاء رئيس الجمهورية، مؤكدين له ارتباطهم بوطنهم الجزائر رغم وجودهم في ديار الغربة· كما عبّروا أيضا عن استعدادهم لخدمة وطنهم والمساهمة "بصورة فعّالة" في بنائه وتطويره· وفي رده على هذه الانشغالات أكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر " تبقى بحاجة إلى كافة أبنائها وكفاءاتهم أينما وجدوا وفي مختلف ميادين النشاط من أجل الإسهام كما قال في تنمية وتطوير البلاد· من جهة أخرى اعتبر وزير المالية السيد كريم جودي أمس، بالكويت، أن التعاون الجزائري الكويتي بلغ مستوى مبادلات جدير بأن يعزز بشكل فعّال· وعلى هامش الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية للكويت، صرّح السيد جودي للصحافة أنه "قد تم تحسين الإطار التنظيمي من خلال اتفاقية استثمار متبادل بإضافة اتفاق عدم الازدواج الضريبي وذلك لتجنيب المستثمرين الجزائريين والكويتيين الخضوع للإزدواج الضريبي مما يسمح بترقية الاستثمار"· وقال السيد جودي "نرتقب عقد لجنة مختلطة لوضع إطار لترقية الاستثمار عن قريب وبالخصوص في الجزائر حيث تتوفر فرص جد هامة"· وأعلن الوزير أن رجال أعمال كويتيين سيقومون خلال الأيام القادمة بزيارة إلى الجزائر لبحث فرص الاستثمار وذلك رفقة نظرائهم من الجزائر "من القطاعين العام والخاص· وفيما يتعلق بالقطاعات التي تثير اهتمام المستثمرين الكويتيين أشار السيد جودي إلى أن هؤلاء بصدد البحث عن فرص الاستثمار في البلدان التي تتمتع بوضعية اقتصادية جيدة وأمن مالي ملائمين·وفي هذا السياق ذكر السيد جودي أن الجزائر تمثل بالنسبة لهؤلاء المستثمرين "فرصة جيدة يجب اغتنامها·