أكدت السلطات العراقية، أمس، عزمها على عقد وإنجاح القمة العربية المقررة بالعاصمة بغداد نهاية الشهر الجاري رغم استمرار العمليات التفجيرية والهجمات الانتحارية في مختلف أنحاء البلاد والتي تخلف في كل مرة سقوط العشرات من الضحايا. وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان أصدرته تعليقا على التفجيرات التي استهدفت أول أمس العديد من المدن العراقية وأدت إلى مقتل العشرات إن ''الأعمال الإرهابية لن تثني العراق عن إنجاح القمة العربية المقرر انعقادها في البلاد في ال 29 مارس الجاري''. وجاء في البيان ''إننا في الوقت الذي ندين فيه هذا العمل الإرهابي والواقفين من إرهابيين ومحبطين سياسيا، نؤكد عزمنا وتصميمنا على هزيمة الإرهاب واستمرار العمل في دوائر الوزارة بانتظام''. وهو الموقف نفسه الذي أكده سعد المطلبي عضو ائتلاف ''دولة القانون'' التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والذي اعتبر أن الهدف من التفجيرات التي تعرضت لها بلاده أمس هو ''منع انعقاد القمة العربية في موعدها المحدد''. وبينما أكد أن هذه ''التفجيرات لن تؤثر على انعقاد القمة العربية''، أشار المسؤول العراقي إلى وقوعها في مناطق بعيدة عن المنطقة الخضراء مقر انعقاد القمة في محاولة لطمأنة المشاركين بقدرة أجهزة الأمن العراقية على حماية أمنهم وسلامتهم. وكانت عدة مدن عراقية اهتزت أول أمس على وقع سلسلة تفجيرات دامية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 50 قتيلا وجرح 200 آخرين من بينهم عناصر من قوات الأمن. وهي التفجيرات التي أعلن ما يعرف ب''الدولة الإسلامية في العراق'' أحد فروع تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها، وقال في بيان أمس إن مقاتليه هاجموا المخطط الأمني الذي وضعته الحكومة العراقية بهدف تأمين القمة العربية. وأثارت هذه التفجيرات موجة إدانة داخلية وخارجية واسعة، حيث سارع مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق إلى التحذير من أن ''العراق يعيش اليوم أزمة جديدة وخطيرة''، معتبرا أن ''البلد يتجه نحو الهاوية إذا استمر الحال على ما هو عليه''. ودعا بارزاني جميع القيادات السياسية في بغداد إلى عقد اجتماع عاجل لحل الأزمة وفق ما تم الاتفاق عليه، وقال إن ''فئة قليلة على وشك جر العراق باتجاه الديكتاتورية ويتفرد زعيمها بالسلطة لتظهر ثلة من الأشخاص يحتكرون السلطة ويبنون إرهابا فكريا وفي هذه الحالة يكون من غير الممكن أن ينتقدهم أحد أو يعبر عن رأيه وإلا أصابهم الهياج وبدئوا يتهجمون بلا هوادة''. وكانت الإشارة واضحة باتجاه رئيس الوزراء نوري المالكي الذي تسبب في اندلاع أزمة سياسية حادة لا تزال قائمة في الساحة العراقية إثر إصداره قرارا بالقبض على طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي السني بتهمة تورطه في عمليات تفجيرية خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق. وعلى الصعيد الخارجي؛ أعربت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية عن تأييد واشنطن الكامل لاستضافة العراق لقمة جامعة الدول العربية بمشاركة جميع الأعضاء، وقالت إن ''الهجمات التي حدثت في العراق لا ينبغي أن تؤثر بأي شكل من الأشكال على انعقاد قمة بغداد''. نفس الموقف عبرت عنه روسيا التي قالت إن تلك التفجيرات الغاية منها محاولة إفشال القمة العربية المقبلة، حيث اعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس أن ''هذه الأعمال الإرهابية الوحشية تدل على محاولات الإرهابيين زعزعة الوضع وإشعال فتنة طائفية عشية عقد القمة العربية في بغداد''. كما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست بشدة التفجيرات ووصفها ''بالإرهابية'' و''غير الإنسانية''، وقال إن ''هذه العمليات الإرهابية ''الحاقدة'' تستهدف الاستقلال والسلام والاستقرار والهدوء في العراق''. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قد أدان بشدة الهجمات الإجرامية التي استهدفت مناطق متفرقة من العراق مخلفة العشرات من الضحايا بين قتلى وجرحى.