الخلفي يدعو إلى إطلاق برامج إذاعية وتلفزية مشتركة بين الجزائر والمغرب دعا وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، السيد مصطفى الخلفي، أمس بالجزائر العاصمة، إلى إطلاق برامج إذاعية وتلفزية مشتركة بين الجزائر والمغرب لكونها تشكل إطارا للتقارب وتعبر عن طموحات شعبي البلدين. وأكد الوزير المغربي - في تصريح للصحافة عقب زيارة قادته إلى مؤسستي الإذاعة والتلفزيون - على وجود ''تقارب كبير'' بين البلدين في هذا المجال سواء تعلق الأمر بالإمكانات التقنية أو الفرص المتاحة، وأضاف ''أننا نواجه نفس التحديات في وجود شباب صاعد يتطلع إلى تبوأ مكانته في المشهد السمعي البصري ووجود رغبة في تكثيف البرامج الحوارية والتفاعلية''، مشيرا إلى ''أننا نتقاسم هذا التطلع الذي يمثل أرضية صالحة للانطلاق في تعاون إعلامي قوي''. وبخصوص التحديات التكنولوجية؛ أبرز الوزير المغربي وجود ''تقارب في هذا المجال يتيح لنا فرصا أكثر للتعاون''، داعيا إلى ضرورة ''استدراك التأخر المسجل'' من خلال ''إطلاق برامج إذاعية وتلفزيونية مشتركة تلتقي فيها الطاقات الفنية والإبداعية من البلدين معا، بما يعكس طموح ورغبة الشعبين الجزائري والمغربي بصفة خاصة والشعوب المغاربية عامة''. وشدد على أهمية ''استثمار الإرادة المشتركة الموجودة على المستوى السياسي في البلدين'' من أجل إطلاق - كما قال - ''عمل إعلامي مشترك يشكل رافعة للارتقاء بالتقارب بين الشعبين''. وأعرب الوزير المغربي عن اعتقاده بوجود ''إمكانات هائلة للتعاون بإطلاق برامج نحيي بها الذاكرة التاريخية المشتركة ونعمل من خلالها على اكتشاف المواهب والطاقات الموجودة على المستوى المغاربي وكذا تعزيز خيارات الاندماج المغاربي عبر إتاحة الفرصة للأجيال المستقبلية بأن تعيش في إطار فضاء إعلامي مشترك''؛ فالإرادة المتوفرة والإمكانات المتاحة - مثلما أضاف - ''لا تترك لنا مجالا للتراجع، بل علينا أن نمضي قدما في هذا المسار وإن شاء الله سيرى الشعبان الجزائري والمغربي إجراءات ملموسة تخص مجالات التعاون الإعلامي في المستقبل القريب''. وكان وزير الاتصال المغربي قد استهل زيارته بمقر الإذاعة الوطنية، حيث اطلع على سير العمل في المصالح التقنية ومختلف استديوهات البث والإرسال ومراكز تركيب الأخبار والبرامج. وأعرب السيد الخلفي - بالمناسبة - عن ''إعجابه'' بمستوى العمل الصحفي والتقني المنجز بالإذاعة الوطنية التي تمت عصرنتها، لا سيما فيما يتعلق بوسائل العمل من خلال إدراج التكنولوجيات الحديثة. وقد حضر وزير الاتصال المغربي بثا مباشرا حول زيارته للجزائر قدمته إحدى الصحافيات بالقناة الأولى. وكان لوزير الاتصال المغربي في هذه الزيارة فرصة أيضا للتعرف على المركز الثقافي عيسى مسعودي التابع للإذاعة والتلفزيون وعلى قاعته التي تتسع لأزيد من 450 مقعد. وقدم مدير الإذاعة الوطنية، السيد شعبان لوناكل - من جهته - شروحات حول العمل الصحفي بالإذاعة الوطنية التي يقدر عدد الطاقم العامل بها من صحفيين وتقنيين ب ,4354 من بينهم 3726 دائمين. وأوضح السيد لوناكل أن الإذاعة الوطنية تتشكل من ثلاث قنوات وطنية هي القناة الأولى الناطقة باللغة العربية والثانية باللغة الأمازيغية والثالثة باللغة الفرنسية. كما تضم قناة دولية ناطقة بأربع لغات هي العربية، الفرنسية، الإنكليزية والإسبانية إلى جانب احتوائها على ثلاث قنوات مختصة وهي إذاعة القرآن الكريم والإذاعة الثقافية وإذاعة ''جيل آف آم'' للشباب التي تم استحداثها خلال السنة الجارية. وتضم الإذاعة الوطنية - أيضا - 47 محطة جهوية على أن يتم استحداث محطة أخرى قريبا في ولاية بومرداس. وبمبنى التلفزيون، حيث كان في استقباله المديرالعام للتلفزيون، السيد توفيق خلادي، اطلع السيد الخلفي على مختلف المصالح التقنية والإعلامية ومراكز الإرسال. كما زار الوزير المغربي مركز التركيب الذي عرف تطورا ملحوظا بإدراج تكنولوجيات وتقنيات حديثة خاصة بعمليات تركيب البرامج والأخبار. وكان وزير الاتصال المغربي قد أبرز في تصريح للصحافة عقب محادثاته مع وزير الاتصال، السيد ناصر مهل، أول أمس بالجزائر العاصمة ''الإرادة السياسية'' لبلاده والجزائر لتعزيز تقاربهما. وفي هذا الإطار؛ أشار الوزير المغربي إلى أن الطرفين تطرقا إلى وسائل ''العمل لجعل وسائل الإعلام محركا لهذا التقارب''. وأوضح السيد الخلفي أن المحادثات قد تمحورت حول ''تعزيز العلاقات على مستوى وسائل الإعلام''، لا سيما التلفزيون والإذاعة ووكالات الأنباء والصحافة المكتوبة، إضافة إلى استعمال التكنولوجيات الحديثة. وأشار وزير الاتصال المغربي إلى أن كلا البلدين يعملان ''على تطوير برنامج مشترك''، فيما يخص تحديات التكنولوجيات الحديثة في مجال الإعلام والاتصال. كما تمحورت المحادثات - حسب السيد الخلفي - حول تكريس الإرادة السياسية التي عبر عنها كل من العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، لتعزيز العلاقات بين شعبي البلدين.