أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى ل''المساء'' أن الأمطار والثلوج التي تساقطت خلال الأشهر الفارطة عادت بفوائد كبيرة على القطاع الفلاحي عكس التصريحات التي ركزت فقط على تسجيل خسائر، وهو ما يجعل الوزارة تنتظر تسجيل مردود جيد في إنتاج القمح بنوعيه بشرط أن يساهم الفلاحون في عمليات تسميد ومعالجات المستثمرات الفلاحية لمحاربة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، وعن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه أكد الوزير أن الأمر يتعلق بتداخل المواسم بالنسبة لجني المحصول خاصة فيما يخص البطاطا، مشيرا إلى أن تموين السوق يتم بصفة يومية. وردا على سؤال حول إنتاج القمح وفاتورة الاستيراد لسنة ,2012 أشار الوزير إلى أن الإنتاج يتوقع أن يكون جيدا مقارنة بالسنة الفارطة بالنظر إلى ارتفاع نسبة تساقط الأمطار خلال فصل الشتاء الفارط، واشترط ممثل الحكومة أن ينسق الفلاحون جهودهم مع المصالح المختصة لتسميد الأراضي الفلاحية لمعالجتها من الأمراض المنتقلة عن طريق المياه على غرار الميلديو الذي يهدد منتوج البطاطا، وستساير الوزارة العملية بعد التوجيهات التي تم إرسالها لكل التعاونيات بغرض توفير طلبات الفلاحين من الأسمدة وإرسال الفرق التقنية لمعاهد الإرشاد الفلاحي لتحسيس الفلاحين ومرافقتهم في عمليات الرش بالمبيدات الحشرية التي تتكاثر بسرعة بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة، بالإضافة إلى تنظيم عمليات لمكافحة الأعشاب الضارة. وفيما يخص فاتورة استيراد القمح صرح الوزير أن القيمة لا يمكن تحديها إلا بعد تحديد طلبات السوق الوطنية، علما أن السنة الفارطة اخذ الديوان الوطني للحبوب احتياطاته لتوفير القمح اللين والصلب بكميات إضافية في المخازن، كما أن عملية الاستيراد مفتوحة على الخواص من أصحاب المطاحن وعليه فمن السابق لأوانه أن نحدد الكمية التي سنجلبها خلال الأشهر القادمة. وبخصوص عملية استيراد أول حصة من الماعز بداية السنة الجارية من سويسرا أشار المتحدث إلى أن العملية تخص امرأة فلاحة قررت تطوير نشاطها في مجال إنتاج حليب وجبن الماعز الذي يكثر عليه الطلب بالسوق الجزائرية، وهو النشاط الذي قررت الوزارة مرافقته ومساعدة الفلاحة على تنويع استثمارها من خلال الترخيص لها لجلب500 رأس ماعز كمرحلة أولى من خلال رفع الحظر عن استيراد هذا الحيوان على أمل أن يحذو المربون حذو الفلاحة ويستغلون الفرصة لتطوير نشاطهم. كما تطرق الوزير في لقاء مع ''المساء'' إلى نشاط المؤسسة الوطنية للهندسة الريفية حديثة النشأة والتي تعمل عبر 48 ولاية لتطوير مشاريع التنمية الريفية، ومع مساعدة الفلاحين في إطار عقود النجاعة ممن لا تزيد استثماراتهم عن 10 هكتارات، حيث ستتكفل المؤسسة بتجهيز المستثمرات من خلال غرس الأشجار وانجاز كل ما له علاقة بالهندسة المدنية، بالمقابل يتكفل المكتب الوطني للدراسات الريفية بإعداد الدراسات مجانا للشباب الفلاح، وتنتظر الوزارة من المؤسسة المشاركة في جميع مشاريع التهيئة الريفية بموجب العقود التي تم توقيعها مع المؤسسة في مجال التشجير ومكافحة التصحر وتنمية الريف بشكل عام. وعن سبب التهاب أسعار العديد من الخضر والفواكه وتحميل وزارة التجارة المسؤولية لقطاع الفلاحة أكد الوزير أن عملية تموين أسواق الجملة للخضر والفواكه تتم بصفة يومية، مؤكدا أن المضاربة وراء ارتفاع أسعار عدد من المنتجات، أما بخصوص البطاطا التي بلغت أسعارها مستويات قياسية أشار المسؤول إلى أن الفترة تزامنت مع تداخل مواسم الإنتاج مما جعل عملية توفيرها في السوق تضطرب وهذا ما فتح المجال أمام المضاربة وتوقع أن تعود الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية عما قريب.