وجّه المدير العام للمؤسسة العمومية لتسيير المقابر والجنائز لولاية الجزائر السيد بلعيد بن يونس نداء إلى مواطني العاصمة يدعوهم فيه إلى الاهتمام أكثر بنظافة المقابر واحترام حرمتها فضلا عن ضرورة التحلي بالحس المدني، مشيرا في ذات السياق إلى أن المؤسسة سطرت برنامجا خاصا لإعادة تهيئة وتنظيف مقابر العاصمة وعلى رأسها مقبرة القطار التي عرفت في السنوات الأخيرة تدهورا كبيرا تسببت فيه عدة عوامل كانجراف التربة والضغط الكبير والنفايات التي يخلفها الزائرون غير أبهين بحرمة الموتى في قبورهم. وتجري الأشغال بمقبرة القطار على قدم وساق قصد التهيئة والترميم وإزالة كل ما يشوب حرمة المكان من فضلات وأعشاب وردوم تراكمت بسبب إهمال بعض العائلات التي تترك ردومها بعين المكان بعد بناء قبور ذويها دون إعارة أي اهتمام لباقي القبور بل يلجا البعض إلى رميها فوق القبور المجاورة. وتشمل عملية التنظيف المقابر التي تسيرها المؤسسة والبالغ عددها 20 مقبرة من أصل 140 مقبرة من بينها 5 مقابر مسيحية بالعاصمة. ودعا بن يونس المواطنين بالمناسبة إلى المساعدة وتدعيم الجهود المبذولة من طرف مصالحه وذلك بترك المكان كما وجدوه عند الزيارة على الأقل. ولم يخف المتحدث الوضعية المزرية التي آلت إليها بعض المقابر العاصمية التي أصبحت تنعدم فيها النظافة والأمن على حد سواء كمقبرة القطار التي يشتكي المواطنون تحولها إلى ملجأ للمنحرفين الذين يتعاطون فيها المخدرات والمشروبات الكحولية. وأكد مدير المؤسسة العاصمية في هذا الصدد على أهمية تكاثف جهود جميع المصالح المعنية لوضع حد للظاهرة، وأوضح في السياق أن عدد الأعوان المكلفين بالحراسة ليلا لا يتجاوز الأربعة، بينما تفوق المساحة التي تتربع عليها المقبرة 18 هكتارا. علما أن المؤسسة تعمل بالتنسيق مع مصالح الأمن التي تستجيب في كل مرة لطلبات المؤسسة، حيث تقوم بدوريات ليلية بعين المكان -حسب السيد بن يونس- الذي أكد في هذا الصدد أن مصالحه سجلت عدة اعتداءات بالمقابر تتعلق أغلبيتها بالسرقة. ويقوم أعوان النظافة بكل من مقبرة القطار والعالية بانتظام بتنظيف مقابر العاصمة حيث يجمعون كميات هائلة من الأكياس والقارورات البلاستيكية. وكشف بن يونس انه يتم أسبوعيا جمع شاحنة كاملة من القارورات البلاستيكية في كل يوم فضلا عن إزالة ما يرمى من فضلات بما فيها بقايا بناء المقابر بواسطة القفف كون استعمال أية وسيلة أخرى كالمركبات أمرا يعد مستحيلا. وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أنه في الوقت الذي حولت فيه بعض المقابر إلى مفرغات تشهد أخرى ضغطا كبيرا بسبب إصرار المواطنين على دفن موتاهم في مقربة معينة رغم عدم توفر المساحة اللازمة كحال مقبرة القطار التي استغلت فيها حتى الأروقة المخصصة لتنقل الزوار ما تسبب في مشي الزوار على المقابر. كما تعاني مقابر العاصمة من غياب التنظيم إلى درجة أن العديد من العائلات لا تجد قبور ذويها إلا بصعوبة كبيرة بل أن بعضها اختفى تماما. وتسعى المؤسسة العمومية لتسيير المقابر والجنائز لولاية الجزائر إلى تجسيد مشاريع مستقبلية لإنجاز مقابر جديدة على مستوى عدة بلديات من بينها الدرارية، الشراقة وتسالة المرجة، فضلا عن توسيع عدد من المقابر الأخرى وهي المشاريع التي من شأنها امتصاص الضغط الذي تشهده جل مقابر العاصمة في غياب الأراضي التي تفي بالغرض، كما تسعى إلى تعزيز مصالحها بتجهيزات جديدة على غرار بناء مصلحة لحفظ الجثث على مستوى مقبرة العالية بمقاييس عمرانية حديثة. للإشارة، فإن ذات المؤسسة تسير 20 مقبرة من مجموع 140 مقبرة منتشرة على تراب الولاية، أي بمعدل 60 بالمائة من المساحة الإجمالية للمقابر.