كما كان متوقعا، تلقى فريق جمعية وهران هزيمة بنتيجة هدفين لواحد بملعب الوحدة المغاربية ببجاية أمام المولودية المحلية، التي كانت مطالبة وبقوة بنيل النقاط الثلاث في هذه المواجهة، حتى تدعم بها موقعها في مقدمة ترتيب بطولة الرابطة الاحترافية الثانية، حيث توجد في تنافس محموم مع أربعة أندية أخرى على نيل البطاقة الثالثة المطروحة في مزاد الصعود. والبجاويون بتحقيقهم الأهم أمام ضيوفهم الوهرانيين، ضاعفوا من حظوظهم في تحقيق هذا الهدف، برغم المقاومة الواضحة التي اصطدموا بها من قبل زملاء الحارس موجار، وخصوصا استهلاكهم غالبية المباراة منقوصين عدديا، بعد طرد لاعبهم بن شعبان في الدقيقة ال25 من الشوط الأول، وهو العائق الذي لم ينجح الفريق الوهراني في استغلاله لحسم مصيرالمباراة نهائيا لمصلحته، كما لم يمنع فريق ''الحماديين'' من المضي قدما في الخروج فائزا، بفضل عزيمة فولاذية وانسجام خطوطه، وخصوصا توفره على جلاد اسمه هنيدر الذي كان حاضرا في الوقت المناسب لخدمة فريقه، مرة أولى لتدارك تأخره وتعديل النتيجة في الدقيقة ال50 بعد ثلاث دقائق فقط عن هدف الوهراني عامر يحيى، والثانية لما وقع له هدف الانتصار في الدقيقة ال.71 ولقد كانت هذه المباراة قوية، حيث غلب عليها الاندفاع البدني، ما دفع الحكم الرئيسي بهلول إلى إشهار البطاقة الصفراء عشرمرات، والحمراء مرة واحدة في وجه بن شعبان، وقد تجلى هذا اللعب الرجولي في الشوط الأول، الذي ميزه ايضا تضييع الفريق المحلي فرص تهديف أكيدة عن طريق القناص هنيدر وزملائه ياية وشاوي وأوسماعيل، منها ما ضيعت بفعل نقص التركيز، وأخرى تصدى لها الحارس الوهراني موجار، الذي ألف منه زملاءه وأنصار الجمعية البصم على مردود جيد خارج القواعد، وفي مواجهة الخصوم العنيدين، شأنه في ذلك شأن زميله المهاجم الشاب عامر يحيى الذي استعاد حسه التهديفي، منذ تخلصه من إصابته التي أبعدته لقرابة شهرين، حيث أعلن عن نفسه أمام بجاية لما أقلقها عندما ضيع بقليل استغلال فرصة الدقيقة ال,41 قبل أن يفاجأها بهدف السبق في الدقيقة ال,47 أسال للمحليين وللآلاف من أنصارهم العرق البارد، وأشعل المباراة، ما استدعى مدير اللقاء توزيع أكبر عدد من الإنذارات في هذه المرحلة الثانية. وقد عمد المدرب الجديد بوحة الشيخ، إلى تسيير المباراة بكيفيات مختلفة، ففي البداية اكتفى لاعبوه بالتكتل في الدفاع والاكتفاء بهجمات مرتدة، مستندا على شعيب في الوسط لتموين الثنائي الشاب بالغ وعامر يحيى بكرات مواتية، لكن الطريقة تغيرت بعد انطلاق المرحلة الثانية التي شهدت اندفاعا وهرانيا لافتا، لكن سرعان ما انخفضت وتيرته بعد عودة المولودية البجاوية في النتيجة، التي أجبرت الوهرانيين على تكثيف تواجدهم في المنتصف والدفاع، لكن من دون التوفيق في امتصاص حرارة وضغط المحليين، الذي توج بهدف الفوز الغالي للمولودية التي أصبحت بفضله معنية أكثر من أي وقت مضى بالصعود، وهو ما ستذوب بالتأكيد لتحقيقه في الجولات المتبقية. أما الجمعية، وبعد خروجها نهائيا من السباق على الصعود، ستكتفي بنيل رتبة مشرفة كما يريد مسيروها، بعدما أضاعوا عليها فرصة العودة إلى قسم الكبار، وترك خمس سنوات في القسم الوطني الثاني وراء ظهورها.