عبّر المشاركون في ملتقى حول الانعكاسات المأساوية للتدخل الأجنبي في منطقة الساحل عن تضامنهم الواسع ومساندتهم لعائلات أعضاء القنصلية الجزائرية بغاو المختطفين من قبل الجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة، مؤكدين أن انفجار الأوضاع الأمنية في ليبيا بسبب التدخل الفرنسي مع حلف الناتو كان السبب المباشر في تنامي تجارة الأسلحة وعدم استقرار منطقة الساحل. ودعا المشاركون خلال هذا الملتقى المنظم من قبل الجمعية الوطنية للتضامن مع الأسرة والمرأة الريفية بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث والدراسات حول الإرهاب ومساندة ضحايا الإرهاب بدعوة من منظمات المجتمع المدني لولايات تمنراست، أدرار وورقلة، الجزائر لتلعب دورا هاما في القضاء على ظاهرة الإرهاب في منطقة الساحل وقيادة قوات تكون من دول الجوار ومنظمة الاتحاد الإفريقي. وأوضح في هذا الصدد رئيس المركز الدولي للبحوث والدراسات حول الإرهاب السيد ايف بوني أن الجيش الجزائري يمتلك خبرة ميدانية في مجال مكافحة الإرهاب أكثر من غيره تسمح له بأن يكون قائد كل العمليات العسكرية في منطقة الصحراء الكبرى. وأوضح السيد ايف بوني أن تنامي ظاهرة تهريب وتدفق السلاح وعدم استقرار منطقة الساحل سببه التدخل الأجنبي في ليبيا الذي قامت به فرنسا وحلف الناتو الذي كثيرا ما حذرت منه الجزائر التي عانت ويلات الإرهاب في التسعينيات. كما دعا السيد ايف بوني في ذات السياق إلى أن تلعب الدول الأوروبية دور الشريك في القضاء على ظاهرة الإرهاب في منطقة الساحل بعيدا عن التجربة الليبية، من خلال الدعم المالي واللوجيستيكي لقوات دول الساحل. مضيفا أن عدم استقرار منطقة الساحل يؤثر على استقرار كل منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. من جهتها أكدت ممثلة مجلس الشيوخ البلجيكي السيدة الما ايريزا أن الهدف من عمليات اختطاف القناصلة والرعايا الأجانب التي تقوم بها الجماعات الارهابية في منطقة الساحل هو جمع الأموال لشراء الأسلحة التي أصبحت تهرب من ليبيا نتيجة التدخل الأجنبي وكثرة تدفق الأسلحة. من جهة أخرى اتهم الصحفي الفرنسي المختص في ظاهرة الإرهاب السيد ريدشارد لابيفيار أن التدخلات الأجنبية في المنطقة العربية تحت ما يسمى بالربيع العربي مخطط أمريكي خليجي تم التخطيط له منذ 4 سنوات لضرب استقرار هذه الدول. يذكر أن الملتقى عرف مشاركة واسعة لشخصيات وطنية وأساتذة وسفراء كل من النمسا وكوبا وفنزويلا بالإضافة الى أعيان التوارق تقدمهم السيناتور محمد اخاموخ.