سطرت مديرية الحظيرة الوطنية لجرجرة فرع تيزي وزو، برنامجا لإعادة إحياء الغطاء النباتي، بغية المحافظة على المساحات الغابية المتبقية، من خلال إنجاز أشغال الزرع، التشجير والتهيئة، إلى جانب توفير إمكانيات مادية وبشرية للسهر على إبقاء المنطقة وجهة سياحية تحافظ على جمالها، وتنقذها من التدهور الذي طالها. ويتضمن برنامج المديرية المسطر ضمن المخطط الخماسي الجاري الممتد إلى غاية ,2014 عدة نقاط تم تسطيرها، والتي منها دراسة مؤهلات منطقة الأعلاف المحمية، برنامج خاص بالمناطق المحمية، كما سجلت أشغال زراعة الغابات على مساحة قدرها 150 هكتارا، تهيئة الطرق على مسافة 5 كلم، إضافة إلى إنجاز جدران منخفضة وتصحيح مسار صرف مياه الأمطار، مقابل إنجاز أشغال إعادة تعمير الغابات على مسافة 40 هكتارا، وتهيئة موقع طبيعي متدهور. كما ينتظر أن تعرف الحظيرة الوطنية لجرجرة في المساحة الممتدة بإقليم ولاية تيزي وزو، الجهة الشمالية، برنامج تهيئة مكان للتشجير يمتد على مسافة 5 هكتارات، تنمية التشجير الجبلي على مسافة 154 هكتارا، وبناء قنوات الري على مسافة 5,5 كلم، إضافة إلى إنجاز7 نقاط ماء، تنمية تربية النحل، وتوزيع 200 خلية نحل. كما يتضمن البرنامج تقوية الإمكانيات المادية والعتاد، من خلال اقتناء سيارة لمدرسة المخيمات، جرارين، سيارة مكافحة حرائق الغابات، وسيارة منفعة، إضافة إلى إعداد 6 وثائق للاتصال والتحسيس، إعداد مخطط التهيئة واستقبال المواطنين، تثبيت 700 لوحة إشارة، تهيئة دوائر البيئة السياحية على مسافة 12 كلم، مع خلق فضائين للترفيه، فضلا عن تجديد الاتفاقيات مع المؤسسات الجماعية والأجنبية، إلى جانب بناء ملحقة بمقر قطاع ثالة ?يلاف، وغيرها من المشاريع المنتظر أن تتدعم بها الحظيرة في المستقبل. ويهدف المشرفون على هذا البرنامج المؤقت، إلى تحقيق أهداف منها؛ إنجاز دراسات جرد التنوع البيولوجي ضمن تقليص الضغط البشري على الأماكن الطبيعية، صيانة وتحسين تنوع الموائل، تحسين المعارف حول تراث المزرعة الوراثية النباتية، التنمية البيئية، فضلا عن تحسين وتقوية إمكانيات العمل، بغرض ترقية التبادل وضمان حسن استقبال التلاميذ والمواطنين، إضافة إلى ضرورة فتح مرافق. كما تضمن تقرير أعدته مديرية الغابات، عرض مختلف العقبات التي تواجهها الحظيرة الوطنية لجرجرة، والتي تهدد توازنها الطبيعي، على غرار الاستغلال العشوائي لمصادر المياه، انتشار النفايات، تجول عشوائي للماشية، وكذا كون الحظيرة إقليما لم تشمله مسح الأراضي وغيرها، إلى جانب مشاكل أخرى في مجال التسيير، والمتعلقة بنقص المرافق الإدارية، الإمكانيات المادية والبشرية. ودائما -حسب ذات التقرير- فإنه، نظرا للأخطار والعوامل التي تهدد استقرار الحظيرة وتساهم في تدهور الأماكن الطبيعة التي تحويها، فإن التكفل الفعلي بالعوامل المسببة لتدهورها، استعجالي لضمان حماية الحظيرة، لأن إهمال الوضع سيؤدي إلى ما لا يمكن إصلاحه وحله. وتجدر الإشارة إلى أن الحظيرة الوطنية لجرجرة التي تأسست سنة ,1983 تتربع على مساحة 18500 هكتار، تم تصنفنها من طرف ''اليونيسكو'' في سنة 1997منطقة طبيعية ومحمية عالميا، حيث تحتوي على 6 مقاطعات، 4 منها تابعة لولاية البويرة، واثنتان تابعة لولاية تيزي وزو، تتوفر على حيوانات مختلفة ومتنوعة؛ منها الثعلب الأحمر، الذئاب، الرباح ابن عرس، والضبع المخطط وهو حيوان نادر، إضافة إلى الوشق، وأنواع من الخنازير البرية، المكاك البربري، القنفذ الشيهم وغيرها من الحيوانات. كما تحتوي الحظيرة على127 نوعا من الطيور؛ منها طائر الشاهين، الحسون، النسر الملتحي، إضافة إلى الطيور الموسمية التي تقصد غابات جرجرة. كما أنها تتوفر حاليا على31 صنفا من الثدييات، بعدما كانت في1997 تضم 23 صنفا، منها 10 أنواع من حيوانات الثدييات محمية. وما يميز أكثر حظيرة جرجرة عن باقي المناطق السياحية والطبيعية في الجزائر، أنها تتواجد في قلب الجبل الصخري العالي، موقعها السياحي الجميل وإطلالتها على قرى منطقة القبائل وجبالها الشامخة، جعلها وجهة سياحية مهمة، بإمكانها أن تساهم في النهوض بالقطاع السياحي والاقتصادي في حال الاستثمار فيها، لولا الإهمال والتهميش الذي يطالها، والذي يزيد من تدهورها بشكل كبير، في حال عدم اتخاذ إجراءات لوقف ذلك.