شدد المشاركون في لقاء حول المشوار السياسي للرئيس الأسبق المرحوم أحمد بن بلة على البعد الوطني والإنساني الذي تميزت به هذه الشخصية الوطنية الفذة، التي جسدت التعقل والتسامح والحكمة. وفي هذا الصدد، أوضح عمر كارليي المؤرخ والأستاذ بجامعة دونيس ديدرو لباريس (فرنسا) أن أحمد بن بلة جسد التعقل والتسامح والحكمة. وقدم السيد كارليي الذي يعد كذلك أستاذا بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس لدى تنشيطه محاضرة بمركز الدراسات المغاربية بالجزائر المتواجد بجامعة وهران محاضرة بعنوان ''بن بلة: المسار السياسي لأول رئيس دولة جزائري، حيث تناول فيها الرصيد السياسي والعمل المسلح لبن بلة الذي سمح له نضاله بالارتقاء على التوالي على رأس المنظمة الخاصة (الجناح المسلح لحركة انتصار الحريات الديمقراطية وحزب الشعب الجزائري) وكذا في مقدمة ثورة التحرير الوطني والبروز في طليعة الساحة الدولية. وأوضح المحاضر أن أحمد بن بلة أشرف على إنشاء المنظمة السرية بالناحية الوهرانية، حيث أصبح أول قائد بالمنطقة، فضلا عن تحضيره مع حسين أيت أحمد لعملية الهجوم على مركز البريد بوهران، مضيفا أن عمليات الاعتقال والسجن التي تعرض لها بن بلة لم تمنعه أبدا من مواصلة التزامه الثوري. وبعد أن سلط الضوء على دور الرئيس الأسبق الراحل في أهم مراحل الكفاح من أجل استرجاع السيادة الوطنية، تطرق المؤرخ إلى فترة ما بعد الاستقلال التي تقلد فيها أحمد بن بلة منصب رئيس الحكومة ورئيس الجزائر المستقلة ليكون من بين قادة العالم الثالث. وإلى جانب البعد الذي يميزه كفاعل سياسي كبير تميز بن بلة بصفاته الإنسانية، يضيف السيد كارليي الذي تأسف لكون الجانب الحميمي في شخصية بن بلة لم يحظ بقسطه من الاهتمام. وتوفي الرئيس الأسبق أحمد بن بلة الأربعاء الماضي بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 96 عاما، ووري جثمانه الثرى يوم الجمعة بمربع الشهداء لمقبرة العالية. للتذكير أعلن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حدادا وطنيا لمدة ثمانية أيام في كافة أرجاء البلاد.