انطلقت عملية تصويت أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا أمس لاختيار ممثليهم في المجلس الشعبي الوطني وذلك عبر ال30 مركز اقتراع الموزعة على المنطقتين الأولى والثانية واللتين يصل فيهما تعداد الهيئة الناخبة إلى 803919 ناخب، في وقت تتواصل عملية الاقتراع الخاصة بالجالية الوطنية بالمهجر بمختلف المناطق الأخرى، والتي كانت قد انطلقت يوم 5 ماي الجاري، فيما تم تأجيل العملية في فرنسا لتزامن الحدث مع الانتخابات الرئاسية في هذا البلد. في هذا الإطار؛ شهدت الدائرة الانتخابية لميتز بشمال فرنسا توافد الناخبين والناخبات منذ الصباح الباكر على مكاتب الاقتراع الستة التي تضمها هذه الدائرة والتي نصبت ثلاثة منها بمقر القنصلية الجزائرية بميتز وثلاثة أخرى بكل من ''شارل فيل ميزيير'' و''رانس'' و''سان ديزيي''. ويشرف على تأطير هذه المكاتب أفراد من المجتمع المدني بحضور ملاحظين يمثلون عددا من الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات التشريعية، منها حزب التجمع الجزائري والحركة الشعبية الجزائرية. وينتظر أن تستقبل مكاتب الاقتراع بهذه الدائرة الانتخابية الناخبين من أفراد الجالية الجزائرية المسجلين بها والمقدر عددهم ب36038 ناخب من بينهم 240 مسجل جديد و15034 امرأة، لاختيار ممثليهم بالمجلس الشعبي الوطني، من بين المرشحين المنتمين ل 23 حزبا سياسيا قدموا قوائم بهذه الدائرة المنتمية للمنطقة الأولى (شمال فرنسا) والتي تضم 489545 ناخب. في نفس المنطقة، التي تضم 489545 ناخب، شهدت عملية التصويت انطلاقها بكل من قنصلية ليل وقنصلية بوبيني (سان سانت دوني) بتوافد المئات من الرعايا الجزائريين الذين قدموا لاختيار ممثليهم في المجلس الشعبي الوطني المقبل، حيث تشكل طابور طويل عند مدخل القنصليتين ساعة قبل افتتاح مكاتب الاقتراع، وقد أعرب قنصل الجزائر ببوبيني السيد شريف وليد عن ارتياحه لهذا التوافد، واعتبر ذلك دليلا على تمسك الجزائريين بوطنهم وبمسار الإصلاحات الجاري، معربا عن أمله في أن يستمر توافد الناخبين على مكاتب الاقتراع في اليومين المتبقيين. من جهته؛ شهد مركز التصويت بمرسيليا التي تنتمي للمنطقة الثانية (جنوبفرنسا) إقبالا مكثفا لأفراد الجالية الوطنية المقيمة بمقاطعة ''بوش دو رون-فوكلوز''، وذلك في جو بهيج أظهر فيه أفراد الجالية المقيمة بهذه المقاطعة مدى ارتباطهم بالوطن الأم من خلال التعبير عن الفرحة بالزغاريد الشجية وحمل الراية الوطنية، مع الإشارة إلى أن العديد من أبناء الجالية المقيمة بهذه المقاطعة وبالمدن المجاورة بمدينة مرسيليا وصلوا إلى مركز الاقتراع منذ الساعة السادسة ونصف صباحا في حافلات وضعتها في متناولهم القنصلية العامة بالتنسيق مع بعض الجمعيات، كما سخرت القنصلية العامة بمرسيليا جميع الوسائل المادية والبشرية لاستقبال أبناء الجالية في أحسن الظروف من خلال تنظيم الطوابير وترقيم مكاتب الاقتراع وتوجيه المسنين والمعاقين منهم. وضمن نفس المنطقة التي يتنافس فيها 17 حزبا سياسيا وقائمة أحرار واحدة، شرعت الجالية الوطنية المقيمة بمدينة بوردو في التصويت لانتخاب ممثليها بالمجلس الشعبي الوطني، حيث ستتواصل العملية إلى غاية العاشر من الشهر الجاري لاستقبال 19081 ناخب مسجل في بطاقية الانتخابات بهذه المدينة التي تضم 6 مكاتب اقتراع منها مكتب تم فتحه بمقر القنصلية لبوردو و5 مكاتب أخرى تم نشرها بسبب اتساع إقليم المنطقة على مستوى أهم مدن المقاطعة وهي ''لاشارونت''، ''لاشارونت ماريتيم''، ''ليبيريني اتلانتيك''، ''لا هوت فيين'' و''لو إي غارون''، مع الإشارة إلى أن قنصلية بوردو التي تغطي 10 محافظات ويقيم بها حوالي 31000 رعية جزائرية تعد ثاني أكبر قنصلية جزائرية في فرنسا بعد قنصلية نانت. للتذكير؛ فإن فرنسا تضم 80 بالمائة من الهيئة الناخبة للجالية الوطنية المقيمة بالخارج والمقدر عددها الإجمالي ب988229 ناخب، وتتوزع الهيئة بفرنسا على أربع مناطق جغرافية تتوفر كل واحدة منها على مقعدين في البرلمان، تضم المنطقة الأولى الدوائر القنصلية لكل من باريس، ''بوبيني''، ''نانتير''، ''فيتري''، ''ليل''، ''ستراسبورغ'' و''ميتز''، بينما تضم المنطقة الثانية الدوائر القنصلية ''لمرسيليا''، ''ليون''، ''نانت''، ''بوزانسون''، ''غرونوبل''، ''سانت ايتيان''، ''نيس''، ''مونبوليي''، ''تولوز'' و''بوردو''. وتزامنا مع انطلاق الاقتراع في فرنسا والذي تأجل بسبب إجراء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في السادس ماي الجاري، فقد تواصلت أمس عملية تصويت الجالية الوطنية بالمهجر في إطار الانتخابات التشريعية للعاشر ماي عبر مختلف المناطق الأخرى وذلك في يومها الرابع، وقد سجل في مركز الاقتراع بالقنصلية العامة للجزائر بدبي بالإمارات العربية المتحدة إقبالا متوسطا للناخبين خلال الأيام الأربعة التي استمرت فيها العملية، في وقت يواظب فيه مؤطرو هذا المركز على استقبال الناخبين وإرشادهم إلى طريقة تأدية واجبهم الانتخابي وتوفير كل المعلومات عن المترشحين من خلال أوراق الانتخاب لسبع قوائم (6 قوائم حزبية وقائمة واحد حرة). ويقوم المكتب المكلف بتنظيم العملية الانتخابية بإرسال النتائج مرتين في اليوم إلى اللجنة المختصة على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، بينما يقوم رئيس المكتب عند انقضاء الوقت القانوني للاقتراع بتشميع الصندوق الشفاف على مرأى من جميع الأعضاء وممثل حزب واحد من الأحزاب الستة المتنافسة. كما واصل أفراد الجالية الوطنية المقيمة بوجدة بالمغرب توافدهم على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ظروف جيدة، وذلك بمستوى ثلاثة مراكز كائنة بكل من وجدة وتازة وأحفير، وعرف توافد الناخبين بهذه المقاطعة التي يقيم بها أكبر عدد من أفراد الجالية بالمملكة المغربية ارتفاعا ملحوظا على مكاتب الاقتراع من يوم لآخر. للإشارة؛ فإن استمرار عملية تصويت الجالية الجزائرية بالمهجر تتم على مستوى 114 مركز موزع عبر العالم، لاختيار ممثلين عن هذه الجالية من ضمن 65 قائمة انتخابية تمثل 29 حزبا سياسيا ومترشحين أحرار يتنافسون على ثمانية مقاعد بالمجلس الشعبي الوطني.