تنوعت الاحتفالات بذكرى الثامن ماي، أمس، بمختلف مناطق الوطن، حيث كانت مناسبة جددت من خلالها الأسرة الثورية التذكير بأهمية الحفاظ على الذاكرة التاريخية ونقل الحقائق للأجيال الصاعدة لمعرفة تاريخ بلدهم وما عاناه أسلافهم من ويلات الاستعمار، حيث دعت هذه الأسرة إلى دعم مبادرات كتابة التاريخ، كما تخللت الاحتفالات برامج ثرية منها معارض لصور الشهداء وتكريم بعض المجاهدين. أكد الأمين الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السيد أحمد أراد أنه على الدولة المساهمة وتدعيم المجاهدين لكتابة التاريخ، مشددا على ضرورة اعتذار فرنسا عن الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري. وأوضح السيد أراد في محاضرة ألقاها أمس بولاية تيزي وزو في ذكرى مجازر 8 ماي ,1945 أنه لا يجب انتظار تاريخ 8 ماي للحديث عن الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها فرنسا في حق الشعب الجزائري، أو أول نوفمبر للحديث عن اندلاع الثورة، إنما يجب الاستمرار والحديث عن كفاح الشعب الجزائري ومختلف محطات الثورة التحريرية المجيدة على مدار أيام السنة وليس في المناسبات التاريخية فقط، داعيا المجاهدين وأرامل الشهداء إلى المساهمة في كتابة التاريخ من خلال تقديم الشهادات والوثائق التي بحوزتهم. ودعا المحاضر مختلف أجهزة الدولة لتقديم دعم ومساعدات وتوفير الإمكانيات التي تسهل على المجاهدين كتابة التاريخ والحفاظ على ذاكرة حرب التحرير، مشيرا إلى أن الكثير من المجاهدين لا يملكون إمكانيات والبعض الآخر لا يعرف الكتابة. وعرج المحاضر، على مختلف محطات الثورة المجيدة وتحديدا قبل تاريخ 8 ماي ,45 حيث تحدث عن جذور المجزرة التي ارتكبتها فرنسا في حق الشعب الجزائري، عندما أرغمتهم على المشاركة في صفوفها للتحرر من قبضة الألمان، على أن يكون مقابل ذلك منحهم الحرية، حيث انظم نحو 134 ألف جزائري وضحوا بالنفس والنفيس من أجل تحرير فرنسا على أمل أن تجسد وعودها لهم، مشيرا إلى أن فرنسا المعروفة بسياستها الاستعمارية الخبيثة استفزت المواطنين الذين خرجوا يوم التسوق بولاية سطيف في مظاهرات للاحتفال بانتصار الحلفاء وتذكير فرنسا بوعودها فتحولت المظاهرات إلى مجازر راح ضحيتها 45 ألف جزائري، موضحا أن هذه المجازر كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وتيقن الجزائريون أن المستعمر الفرنسي لا يفهم لغة الحوار وكل وعوده وشعاراته بالمساواة والديمقراطية هي شعارات كاذبة وأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة. كما أحيت ولاية بومرداس، أمس، الذكرى ال 67 لمجازر 8 ماي ,1945 بنقل رفاة الشهيدين ''بليل عبد القادر'' و''بن قريش أحمد''، اللذين كانا مدفونين بمقبرة حي بن تواتي بالأربعطاش إلى مقبرة الشهداء بخميس الخشنة الواقعة غرب الولاية. وقد تم إعادة دفن رفاة الشهيدين بحضور السلطات الولائية وممثلين عن منظمة المجاهدين، وأبناء الشهداء والسلطات العسكرية إلى جانب أفراد من عائلة الشهيدين، كما تم تكريم وتوزيع شهادات شرفية على أفراد عائلات الشهداء من بينهم زوجة الشهيد ''بن قريش أحمد'' وأحد أفراد الشهيد ''بليل عبد القادر''. كما تم وضع إكليل من الزهور على المعلم التذكاري ببومرداس بعد إلقاء كلمة تأبينية تذكيرا بمجازر الثامن ماي 1945 التي كتبت بدماء أبناء الوطن الحبيب والتي استشهد فيها أزيد من 45 ألف شهيد في كل من خراطة، قالمةوسطيف. وبولاية باتنة؛ تميزت الاحتفالات بتوجه السلطات الولائية والأسرة الثورية والسلطات العسكرية والمحلية إلى مقبرة الشهداء للترحم على أرواح الشهداء. وفي تدخل له؛ أكد الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السيد مسعود عبيد، أن الهدف من هذه الاحتفالات هو تخليد الذاكرة الوطنية ونقل صور عن همجية الاستعمار الفرنسي للأجيال وتحسيسهم بأهمية الالتفاف حول وطنهم الذي دفع أجدادهم الثمن غاليا من أجله. كما نظمت جامعة الحاج لخضر يوما دراسيا حول مجازر 8 ماي 45 لإعلام الطلبة بهذه الأحداث التاريخية الهامة. وبوهران؛ سطرت دائرة قديل برنامجا احتفاليا ثريا من خلال تنظيم معرض لصور الشهداء والمآثر التاريخية، إلى جانب عرض أشرطة وثائقية وتاريخية لتمجيد الذكرى. كما تم -بالمناسبة- تكريم مجموعة من المجاهدين، علاوة على تدشين عدد من المرافق العمومية وإطلاق أسماء شهداء ومجاهدين على مؤسسات تربوية.