توافد صبيحة أمس، سكان ولاية بومرداس والبلديات التابعة لها على صناديق الاقتراع، ليختار كلّ واحد منهم من يراه الأنسب من بين مترشّحي 39 قائمة بالولاية، لتمثيلهم في البرلمان. توجّه منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، 457156 ناخبا مسجّلا إلى مكاتب الاقتراع على مستوى ولاية بومرداس، للتصويت على ممثليهم البرلمانيين من بين 39 قائمة انتخابية دخلت المعترك بالولاية للفوز بالمقاعد العشرة، وسط إجراءات تنظيمية وإدارية مضبوطة، بالنظر إلى الإمكانيات المادية والبشرية المسخّرة من قبل الإدارة المحلية ومديرية التنظيم والشؤون العامة، تحت إشراف اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات التي نشرت مراقبيها عبر كافة مراكز التصويت لمتابعة العملية بكل حرية وديمقراطية وضمان شفافية الاقتراع. وبالنظر إلى حجم الوعاء الانتخابي الهام الموزّع عبر 32 بلدية بولاية بومرداس، ارتأت الجهات المنظّمة لهذا الاستحقاق زيادة عدد مراكز ومكاتب التصويت لتسهيل أداء الواجب الانتخابي بالنسبة للمواطن، وتقريبها من المواطنين، خاصة بالمناطق النائية، حيث تمّ فتح عدّة مكاتب إضافية بالمؤسسات التعليمية المتواجدة بالقرى بفضل التحسّن الأمني، وهذا بعدما كانت سابقا مقتصرة على بعض المؤسسات المعروفة المتواجدة بتجمعات سكانية تربط العديد من القرى. وفي هذا الشأن، حدّدت مديرية التنظيم والشؤون العامة 209 مراكز انتخابية و870 مكتب اقتراع، منها 481 مكتبا للرجال و389 مكتب تصويت للنساء، في حين وصل عدد المسجّلين الجدد 15871 مسجّلا، بعد انقضاء فترة إحصاء الهيئة الناخبة التي استمرت حتى31 ديسمبر ,2011 أي بزيادة قدرت ب 243,11 مسجلا عن الاستحقاق الماضي لسنة .2007 أمنيا، كثّفت مصالح الأمن بمختلف أسلاكها، تحرّكاتها ونشاطاتها، ورفعت من درجة التأهّب القصوى عبر كافة إقليم الولاية، من خلال انتشارها بكلّ المحاور الأساسية للطرقات، للسهر التام على السير العادي لعملية الاقتراع التي يتطلّع إليها سكان الولاية من أجل التعبير عن اختياراتهم خلال هذا الاستحقاق واختيار مرشّحيهم في المجلس الشعبي الوطني، حيث أنّ فرصة الاختيار ورسم المستقبل الجديد للمرحلة القادمة بيد المواطن الذي يملك وحده الحق في تغيير الأوضاع الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية للبلاد، اعتمادا على الصندوق والتصويت الانتخابي كسلوك حضاري ووسيلة سلمية، للانتقال إلى المرحلة القادمة التي تطمح إلى الازدهار. وعند تجوال ''المساء'' بمختلف مراكز الانتخاب بالولاية، لفت انتباهنا طوابير الشباب التي كانت غالبة على صناديق الاقتراع وعلامات الحماس للتغيير بادية على وجوههم، حيث أبدى لنا من التقيناهم، تفاؤلهم بهذه الانتخابات، متمنين أن يكون المرشّح الذي أعطوه أصواتهم حاملا كلّ الخير والأمل في شتى المجالات، مؤكّدين أنّ خطاب فخامة رئيس الجمهورية في سطيف، حمل رسائل قوية، ولقي تجاوبا كبيرا خاصة وسط فئة الشباب. كما كان للعنصر النسوي حضوره القوي، حيث أبدت المرأة البومرداسية وعيها بضرورة تقرير مصيرها من خلال عزمها على أداء واجبها والتصويت على من تراه الأمثل لشغل منصب برلماني، وقد سارت العملية الانتخابية بمعظم بلديات ولاية بومرداس في أجواء حسنة، إذ لم تسجّل مراكز الانتخاب أيّ نوع من المشاكل، سواء بين الناخبين أو ممثلي المرشحين، بينما كان العمل متناسقا بين كلّ العاملين في مراكز الانتخاب-.