شرع سكان ولاية تيزي وزو صباح أمس، في التصويت لاختيار من سيكون رئيسهم، حيث تمّ اتخاذ كافة التدابير المادية والبشرية الضرورية للسماح للناخبين بأداء واجبهم على أكمل وجه، واستعدت مديرية التنظيم والشؤون العامة لولاية تيزي وزو تحسّبا للاستحقاق الرئاسي بتوفيرها كلّ شروط إنجاح العملية الانتخابية عبر 1194 مكتب اقتراع موزّعين على 670 مركزا للسماح ل 640 ألف و412 مسّجلا بالإدلاء بأصواتهم في أحسن الظروف. أهمّ ما ميّز العملية الانتخابية لرئاسيات التاسع أفريل بولاية تيزي وزو التنظيم المحكم والهدوء وكذا الإقدام المتفاوت للناخبين على مكاتب الاقتراع لاختيار الرجل المناسب ليكون القاضي الأوّل للبلاد، مؤكّدين على ضرورة التزام من اختاروه رئيسا للجمهورية بوعوده وأداء واجبه تجاه المواطنين الذين يعلّقون آمالا كبيرة عليه. وفضلا عن التحضيرات الجارية على قدم وساق منذ أسابيع والتي شملت عمليات تحسيس وإعلام المواطنين بالبرامج المسطّرة، مع تسخير كلّ الإمكانيات لضمان استقبال الناخبين بعدما تمت مراجعة القوائم الانتخابية في 19 فيفري المنصرم للوصول إلى تسجيل هيئة ناخبة تقدّر ب 640 ألف و412 مسّجلا للإدلاء بأصواتهم في أحسن الظروف، منهم 355 ألف و449 رجل مقابل 284 ألف و963 امرأة. الجولة الاستطلاعية التي قادت "المساء" إلى بعض دوائر الولاية كان سكّانها في الموعد، حيث توجّه مواطنو دائرة تيزي وزو بقوّة إلى مراكز التصويت المقدر عددها 39 مركزا وتضمّ 134 مكتبا موزّعة على مختلف أنحاء الدائرة، من بينها مركز "بابوش سعيد" و"ميكاشير عمر"، وتكرّرت مظاهر التصويت ومشاهدها في مختلف المحطات التي توقّفت عندها "المساء" بهذه الدائرة التي تعدّ القلب النابض للولاية حيث شد انتباهنا إقبال الرجال والنساء رفقة أولادهم إلى مراكز التصويت وهو دليل على رغبة سكان منطقة القبائل في زرع ثقافة التصويت في نفوس الأجيال القادمة، و تعبير عن رغبة السكان في طيّ صفحة الماضي التي لازمتها صورة المقاطعة، حيث أكّد شيخ سبعيني اقتربنا منه بعد قيامه بالواجب الانتخابي أنّه أصرّ على الإدلاء بصوته "استجابة لنداء الواجب". وقد تمّ توفير جميع الظروف المادية والبشرية اللازمة لإنجاح هذا الاستحقاق الرئاسي الذي سيزيد من تعزيز مسار الديمقراطية في البلاد، إذ أعرب بعض الناخبين الذين التقتهم "المساء" بمركز التصويت بقرية "أرجاونة" عقب تأديتهم لواجبهم الانتخابي عن ارتياحهم للأجواء التي تجري فيها عملية الاقتراع، وقالت "نا فاضمة" إحدى مواطنات القرية "لقد جئت إلى هنا لتأدية واجبي والتصويت على من يطمئن له قلبي ليكون رئيسا للبلاد"، معقّبة بالقول "الانتخاب حق وواجب"، فيما أضافت السيدة علجية "إنّني على يقين بأنّ 9 أفريل سيكون منعرجا حاسما في تاريخ الجزائر وأنا هنا لأداء واجبي كمواطنة جزائرية لها حقوق وعليها واجبات". وكانت مظاهر التصويت بدائرة اعزازقة حاضرة وميّزتها حركة مكثفة حيث سجّلت مراكز التصويت المخصّصة للعملية والبالغ عددها 50 مركزا وتضمّ 77 مكتبا إقبالا كبيرا للهيئة الناخبة، حيث عرف مكتب التصويت بابتدائية "محلال" طوابير طويلة من الوافدين لأداء واجبهم الانتخابي وكان أغلبهم من الفئة الشابة، ونفس الأجواء عرفها مكتب التصويت "بوبرون" بنفس الدائرة حيث سجّل إقبال الناخبين خاصة المتقدمين في السن منهم. وكانت كلّ الظروف مهيأة لضمان شفافية العملية ولقد أبدى الناخبون وكذا الساهرون على تنظيم ومراقبة العملية التي جرت فيها الانتخابات ارتياحا كبيرا، إذ أكّد ممثلو المترشحين الذين تحدّثت إليهم "المساء" بمركزي "بوبرون" و"محلال" على السير الحسن للعملية التي ميّزها التنظيم المحكم في مكاتب الاقتراع، وعلى بعد كيلومترات من اعزازقة جرت العملية الانتخابية بدائرة ازفون التي فتحت 40 مركز تصويت و45مكتبا، في ظروف جيّدة وبحضور ممثلي المترشحين الستة، حيث شهد التوافد على المراكز تزايدا تدريجيا، وأعرب بعض الناخبي ل"المساء" عن أملهم في أن يكون من اختاروه في مستوى الثقة الموضوعة فيه. وبمركز التصويت بقرية "اغيل اقولميمن" ببلدية "امسوحال" (دائرة افرحونان) كان الإقبال واسعا منذ الساعات الأولى حيث كان الرجال أوّل الوافدين على مكاتب الاقتراع، فيما فضّلت النساء إنهاء أشغال المنزل للالتحاق بمراكز التصويت، وقد أكّد أحد مؤطري المركز في اتصال هاتفي مع "المساء" غياب ممثلي المترشحين ماعدا ممثل المترشح المستقل السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي كان حاضرا منذ الساعات الأولى لبدء العملية الانتخابية، كما سجّلت نفس الأجواء بدائرة ذراع الميزان التي خرج فيها المواطنون بكثافة للإدلاء بأصواتهم. ومثلما كانت الحملة الانتخابية ساخنة ميّزها التنافس بين المترشحين الستة لكسب ثقة المواطنين فإنّ يوم الخميس سادته أيضا نفس الأجواء التي ميّزها حماس وإقبال الناخبين والناخبات، حيث خرج سكان دائرة الأربعاء ناث ايراثن لتأدية واجبهم الانتخابي متجهين نحو مكاتب الاقتراع المقدّر عددها 57 مكتبا موزّعا على 34 مركزا تحت مراقبة ممثلي المترشحين الذين تابعوا العملية التي سادها التنظيم المحكم والسير الحسن دون تسجيل أي تجاوزات أومناوشات تذكر. كما ميّز محيط مكاتب ومراكز التصويت تغطية أمنية مشدّدة كانت في مستوى الحدث، حيث حرصت قوات الأمن على تأدية واجبها وذلك بتنظيم العملية وحركة المرور بالقرب من مراكز الاقتراع، كما سخّرت المديرية إمكانيات بشرية كبيرة وذلك بتجنيد مؤطرين لضمان حسن استقبال وراحة الناخبين، حيث دعمت مراكز الاقتراع ب 3350 مؤطّرا، فيما زوّدت مكاتب التصويت ب 8358 مؤطرا آخر سهروا على ضمان سير الموعد في شفافية ونزاهة.