توالت ردود فعل الدول الأجنبية المرحبة بنتائج الانتخابات التشريعية لل10 ماي الجاري والمنوهة بالنزاهة والشفافية التي طبعت هذا الموعد الاستحقاقي الذي سمح للمواطن الجزائري باختيار ممثليه في البرلمان الجديد بكل حرية وديمقراطية. وأكدت عدة دول أجنبية استعدادها للتعامل مع المجلس الشعبي الوطني الجديد، مستنتجة أن الشعب الجزائري بتصويته بقوة وضع حدا لكل المحاولات والمؤامرات الداعية للربيع العربي. حيا الاتحاد الأوروبي السير السلمي والمنظم للتشريعيات التي تشكل على حد تعبير رئيسة دبلوماسيته السيدة كاترين أشتون والمحافظ المكلف بسياسة الجوار السيد ستيفان فيول خطوة إلى الأمام في مسار الإصلاحات في الجزائر. وعبر المسؤولان الأوروبيان عن أمل الاتحاد الأوروبي في أن يدفع البرلمان الجديد بمسار الإصلاحات القائمة على مبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. ومن جهتها، هنأت الولاياتالمتحدةالأمريكية الشعب الجزائري على الانتخابات التشريعية التي سمحت له بالتعبير عن إرادته. وقالت كاتبة الدولة الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون أن تشريعيات الخميس الماضي التي رفعت من المشاركة النسوية في البرلمان الجديد مرحلة مرحب بها في مسار الجزائر نحو الديمقراطية، معربة عن ارتياح بلدها للعمل المشترك مع المجلس الشعبي الوطني المنتخب من أجل المضي قدما بالعلاقات بين البلدين. أما فرنسا فقد أشادت بالجو الهادئ الذي طبع الانتخابات التشريعية منوهة بمسعى السلطة الجزائرية لضمان شفافية هذه الاستحقاقات باستقبالها لبعثة ملاحظي الاتحاد الأوروبي. وأعرب الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية السيد برنار فاليرو عن أمل بلاده في أن تساهم هذه الانتخابات في تعزيز مسار الإصلاحات المعلن عنها من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وتعميقها. وأكد السيد فاليريو أنه في إطار روح الصداقة المتينة التي تجمع بين الشعبين الجزائري والفرنسي فإن بلاده تعرب عن تمنياتها بالنجاح لأشغال المجلس الشعبي الوطني الجديد وأن تكون العهدة البرلمانية الجديدة فرصة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين أكثر فأكثر في كافة المجالات. كما هنأ وزير الشؤون الخارجية البريطاني السيد وليام هاغ باسم بلاده الشعب الجزائري بهذه المناسبة محييا قرار الحكومة الجزائرية بالسماح لملاحظي الاتحاد الأوروبي بمراقبة الانتخابات. وأشاد رئيس الدبلوماسية البريطانية بصفة خاصة بالتمثيل النسوي الكبير في البرلمان الجديد تطبيقا للإصلاحات الأخيرة في الجزائر. معبرا عن أمله في أن يسفر هذا التقدم عن إصلاحات جديدة في النقاشات المستقبلية حول التغيير الدستوري وفي سباق الانتخابات المحلية المقررة هذه السنة وكذا الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في .2014 كما أكد المسؤول البريطاني أن البرلمانيين البريطانيين سيعملون على تعزيز العلاقات مع نظرائهم الجزائريين المنتخبين مؤخرا، منوها بالعلاقات الجيدة التي تربط المملكة المتحدةبالجزائر. ومن جهتها، هنأت إسبانيا السلطات والشعب الجزائريين على حسن سير الانتخابات معربة عن دعمها للإصلاحات المباشرة في الجزائر، موضحة أن نسبة المشاركة في التشريعيات دليل على إرادة الشعب والسلطات في تعزيز مسار التفتح الديمقراطي. أما فيدرالية روسيا، فأكدت أن نتائج الانتخابات وسيرها جنبت الجزائر صدام الربيع العربي ودحضت كافة التوقعات التي كانت تتنبأ بعدم قدرتها على تفادي انعكاساته. كما أظهرت أن التطرف الإسلامي لا يحظى بأي دعم لدى الجزائريين نظرا للتجربة التي عاشها الشعب الجزائري في تسعينيات القرن الماضي. كما نوهت ايطاليا بالسير الحسن للانتخابات التشريعية في الجزائر ولقرار السلطات الجزائرية استقبال بعثة مهمة لملاحظي الاتحاد الأوروبي، ما أكد التزام الجزائر بترقية الشفافية والتفتح لتعزيز مسار الديمقراطية، مؤكدة تشجيعها للسلطات الجزائرية على المواصلة على هذا الدرب خلال الانتخابات المحلية المقبلة وكذا خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في .2014 وبخصوص ردود الفعل العربية حول تنائج هذه الاستحقاقات فقد هنأت جامعة الدول العربية الجزائر على هذا الانجاز الهام الذي سجل خطوة هامة في مسيرتها نحو الإصلاحات التي تحقق طموحات الشعب الجزائري، والذي تم في جو من النزاهة والشفافية. ومن جانبها، ثمنت تونس هذا النجاح الذي كذب كل التوقعات المتشائمة. وأعربت الرئاسة التونسية عن يقينها بأن المجلس الشعبي الوطني الجديد سيعمل على تعميق التقارب بين الشعبين الشقيقين تحقيقا للمصالح المشتركة، وكذا تحقيق الأمل بمغرب كبير يضم كل شعوب المنطقة في سعيها نحو تحقيق أقصى درجات الاندماج والتكامل. وفي السياق، هنأ الرئيس الصحراوي السيد محمد عبد العزيز رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا أن نسبة المشاركة الشعبية في هذا الاستحقاق التاريخي قد عكست إرادة الشعب الجزائري في إنجاح محطة مصيرية في تاريخه المعاصر. أما دولة قطر فقد وصفت هذا الموعد الانتخابي بالخطوة الهامة على طريق إثراء العملية الديمقراطية، مرحبة بالنتائج التي أفضت عنها. كما أشادت بالأجواء التي جرت فيها العملية الانتخابية حيث طبعتها النزاهة والشفافية التامة، آملة أن تساهم هذه النتائج في تحقيق التنمية بما يستجيب لطموحات الشعب.