أكدت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي أمس، بالجزائر العاصمة، أن الانطلاق في أشغال إنجاز مشروع المكتبة العربية الجنوب أمريكية سيكون مع بداية سنة 2009 · وأوضحت السيدة تومي على هامش اجتماع لجنة التعاون الثقافي العربي الجنوب أمريكي لدراسة القانون الأساسي الخاص بمشروع هذه المكتبة والمصادقة عليه، أن الانطلاق في أشغال إنجاز هذا المشروع سيكون مع بداية سنة 2009 علما أن الدراسة ستجري خلال السنة الجارية (2008) · وأشارت السيدة تومي إلى انطلاق مسابقة منذ أربعة أشهر لاختيار أحسن فكرة لتصميم مشروع المكتبة العربية الجنوب أمريكية مبرزة في الوقت ذاته أنه تم وضع لجنة تحكيم مختصة مكلفة بالتقييم والاختيار· وأكدت الوزيرة أن هذه المسابقة ستنتهي يوم 30 ماي القادم ليتم الانطلاق في دراسة المشروع· وعلى صعيد آخر ركزت وزيرة الثقافة السيدة تومي، على مجهودات الجزائر وحرصها لتحقيق مشروع المكتبة العربية الجنوب أمريكية التي تعد كما قالت "إحدى الدعائم الملموسة الأولى الواعدة للتواصل" بين البلدان العربية وبلدان أمريكا الجنوبية· مضيفة أن هذه المكتبة ستكون بمثابة لبنة "لتوطيد" فضاء التعاون والعلاقات بين العالم العربي ودول أمريكا الجنوبية· مبرزة من جهة أخرى أن تمسك الجزائر بهذا المشروع الذي يرعاه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة هو "صادق وجاد ومفعم بإرادة قوية"· كما ذكرت أن فكرة انجاز المكتبة العربية الجنوب أمريكية كانت مقترحة من طرف الرئيس بوتفليقة خلال قمة رؤساء دول وحكومات البلدان العربية ودول أمريكا الجنوبية التي عقدت في برازيليا في شهر ماي 2005 · وكانت أشغال اجتماع لجنة التعاون الثقافي العربي الجنوب أمريكي انطلقت أمس بالجزائر العاصمة للدراسة والمصادقة على القانون الأساسي الخاص بمشروع المكتبة العربية الجنوب أمريكية· وأشرف على انطلاق أشغال هذا اللقاء الذي يدوم ثلاثة أيام وزيرة الثقافة السيد خليدة تومي بحضور أعضاء اللجنة· للإشارة فإن هذه اللجنة منبثقة عن قمة رؤساء دول وحكومات البلدان العربية ودول أمريكا الجنوبية التي عقدت في برازيليا في شهر ماي 2005 · وتتكون لجنة التعاون الثقافي من ثلاثة بلدان من أمريكا الجنوبية (الأرجنتين والبرازيل وفينزويلا) وثلاث ممثلين عن العالم العربي (الجزائر والمغرب والجامعة العربية)· وأما عن مشروع المكتبة العربية الجنوب أمريكية التي ستحتضن الجزائر مقرها فإنها "تعتبر أول تطبيق ملموس للقرارت التي يتضمنها تصريح قمة برازيليا" ولهذا الغرض "خصصت الجزائر قطعة أرضية بمساحة 4 هكتارات لاستقبال هذا المشروع"· وقد كلفت "وكالة إنجاز المشاريع الثقافية الكبرى وهي هيئة أنشأتها مؤخرا وزارة الثقافة التي كلفت بإنجاز هذه المكتبة"· وبهذه المناسبة أكدت السيدة تومي تمسك الجزائر بمشروع المكتبة مشيرة إلى أن الجزائر قد جندت كل إمكانياتها لتجسيد هذا المشروع حيث سخرت قطعة أرضية وميزانية بغرض إعداد الدراسة· ومن جهته، أكد وزير مفوض مدير الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية السيد ممدوح موصلي أن هذا المشروع يشكل "جسرا للتبادل الثقافي بين المجتمعين العربي والأمريكي الجنوبي ويعد صرحا حضاريا يمثل نمودجا فريدا في العصر الحديث لحوار الثقافات والحضارات"· وبدوره أكد السفير فوق العادة لقمة دول أمريكا الجنوبية والدول العربية السيد ارنالدوكاريلهو أن هذا المشروع يعتبر "معلما حقيقيا في التقريب بين ثقافات العالم العربي ودول أمريكا الجنوبية ومشروعا طموحا يعكس العلاقات بين الجانبين"· ويذكر أن الجزائر كانت قد احتضنت سنة 2006 اجتماع وزراء الثقافة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بمشاركة ممثلين عن 22 دولة عربية و13 دولة من أمريكا الجنوبية خصصت أشغاله لبحث سبل تنفيذ توصيات قمة برازيليا لرؤساء دول وحكومات المجموعتين العربية وجنوب أمريكا في الميدان الثقافي·