شيّعت بعد ظهر أمس جنازة الفنانة وردة الجزائرية التي وافتها المنية الخميس الماضي بالقاهرة إلى مثواها الأخير بمربع الشهداء بمقبرة العالية بالعاصمة بحضور مسؤولين سياسيين في الدولة وأعضاء في الحكومة وجمع غفير من الفنانين والمثقفين الجزائريين والعرب ورفاق درب الفنانة ومحبّيها. وحضر مراسم تشييع الجنازة أفراد عائلة الفقيدة وردة الجزائرية وولداها رياض ووداد رفقة مجموعة من الوزراء يتقدمهم الوزير الأول السيد أحمد أويحيى وشقيق رئيس الجمهورية، السيد سعيد بوتفليقة، وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، وزير الاتصال، السيد ناصر مهل، وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، إلى جانب حضور جمع من الفنانين المعروفين على الساحة الوطنية الغنائية والتمثيلية. وشهدت مقبرة العالية توافدا جماهيريا كبيرا لحضور تشييع جنازة الفنانة وردة قبل ساعات من قدوم الموكب الجنائزي الذي تقدمه أعوان الحماية المدنية وعناصر الشرطة التي وجدت صعوبة كبيرة في الدخول إلى المقبرة جراء الإقبال الهائل للعائلات ومحبي الفقيدة الذين أبوا إلا أن يترحموا على روحها الطاهرة، داعين المولى عز وجل أن يتغمد روحها برحمته الواسعة وأن يسكنها فسيح جنانه. واصطف المواطنون عند المدخل الرئيسي لمربع الشهداء لاستقبال جثمان الفنانة وردة الجزائرية الذي كان مسجّى بالعلم الوطني وتتوسطه باقة ورد وسط زغاريد متعالية يتخللها التهليل والتكبير، مما جعل الكثيرين لا يتمالكون أنفسهم من شدة الحزن والبكاء على المصاب الجلل الذي ألم بالجزائر والوطن العربي بعد فقدانه لأميرة الطرب العربي وردة الجزائرية. المعجبون رفضوا مغادرة المقبرة بعد مراسم الدفن بعض العائلات ومحبي الفقيدة الفنانة وردة الجزائرية لم يتمالكوا دموعهم المنهمرة بين الفينة والأخرى وهم ينظرون بخشوع إلى القبر، حيث دفعهم حبهم لها وتعلقهم بمسيرتها المشرقة في الغناء للجزائر والثورة والاستقلال إلى رفض مغادرة المقبرة رغم الدعوات المتكررة الموجهة لهم من قبل أعوان الحراسة والشرطة. ورد بعض المعجبين أن الشوق والحنين لوردة وافتقادها لفترة طويلة دفعهم للتمسك بها وازدياد حبهم لها رغم التحاقها بالرفيق الأعلى، مؤكدين أنهم لن ينسوا الصوت الذي صدح بحب الجزائر وكان سندا لثورة التحرير المباركة. حتى الأطفال عبروا عن حبهم لوردة.. بدورهم؛ لم يتوان الأطفال الذين قدموا رفقة عائلاتهم في التعبير عن حبهم للفنانة وردة الجزائرية على طريقتهم الخاصة رغم صغر سنهم، حيث أخذوا في إلقاء الزهور على قبرها وقراءة فاتحة الكتاب على روحها الطاهرة، وقرر بعض الأطفال الذين التقتهم ''المساء'' المجيء إلى المقبرة رغم تعبهم وإرهاقهم نتيجة المراجعة والتحضير للاختبارات. يذكر أن الفنانة وردة الجزائرية وافتها المنية الخميس الماضي ببيتها في القاهرة إثر سكتة قلبية عن عمر ناهز 73 سنة.