انسحب نواب تكتل الجزائر الخضراء المشكل من حركات مجتمع السلم، الإصلاح الوطني والنهضة، من جلسة تنصيب المجلس الشعبي الوطني الجديد مباشرة بعد استكمال عملية مناداة النواب، معللة قرارها بما اعتبرته ''تبرئة نفسها مما يترتب عن الجلسة من إجراءات لا تلزم إلا أصحابها والمشاركين فيها''. وأشارت الكتلة البرلمانية للتكتل في بيان لها إلى أنها ''تحتفظ بحقها في النضال البرلماني ورفض غلق الساحة السياسية ومصادرة حق الأجيال في الحرية والكرامة والتداول السلمي على السلطة''، مضيفة أنها ''ستقوم بواجباتها كاملة من موقع المعارضة السياسية الراشدة والفاعلة لخدمة الوطن وحمل اهتمامات المواطنين حيثما وجدوا في داخل الجزائر وخارجها، حماية لحقوقهم ولتكريس الديمقراطية والتعددية في مواجهة مجلس ناقص للشرعية''. وقد قام نواب الكتلة أثناء جلسة تنصيب المجلس برفع لافتات حمراء كتب عليها ''لا للتزوير'' تعبيرا عن استيائهم من نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة. وخلف خروج نواب التكتل الأخضر من جلسة تنصيب المجلس الشعبي الوطني ردود فعل متابينة من طرف مختلف الأحزاب السياسية المشكلة لهذا المجلس. وفي هذا الإطار؛ أشار نائب التجمع الوطني الديمقراطي السيد صديق شهاب إلى أن انسحاب نواب التكتل الأخضر (حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني) من جلسة التنصيب هو ''انسحاب لتشكيلة سياسية من المعارضة''، معتبرا أن هذا السلوك ''لن يؤثر على أشغال المجلس''. وفي هذا السياق؛ فضل النائب عبد السلام بوشوارب من ذات الحزب الرد على انسحاب نواب التكتل الأخضر من الجلسة بعبارة ''لا تعليق''. أما النائبة زوليخة مكي من حزب جبهة التحرير الوطني فقد دعت إلى ضرورة ''التحلي باليقظة'' واعتبرت أنه من ''غير المعقول التوجه عكس إرادة الشعب''، مضيفة أن تشريعيات العاشر ماي الفارط جرت في ''شفافية وبحضور ملاحظين دوليين''، داعية النواب إلى ''العمل لصالح الشعب والذين اختاروهم''. من جانبه؛ أوضح النائب محمد سيدي موسى من ذات الحزب أن سلوك نواب التكتل الأخضر يعكس ''الصحة الجيدة للديمقراطية'' في الجزائر، معتبرا أن ما قام به هؤلاء النواب هو ''تعبير عن رأيهم''. أما النائب مصطفى بوشاشي من جبهة القوى الاشتراكية فرأى أن خروج هؤلاء النواب من جلسة تنصيب المجلس الشعبي الوطني هو ''أمر مقبول في دولة ديمقراطية''. بدورها؛ وصفت ممثلة اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية السيدة شافية منتالشتم انسحاب نواب التكتل ب''السلوك الفاضح''، داعية هؤلاء النواب إلى المشاركة في بناء الوطن بدل ''الانتقاد السلبي''.