الماكرو، طايت شيفت، اش ديار، لايت تنتينغ، الأسود والأبيض وأخرى... تقنيات لصور فوتوغرافية رحلت بالمفهوم التقليدي للصورة إلى سماء التكنولوجيا العالمية، في ظلّ التطوّرات الحاصلة؛ كالرقمنة والوسائل التقنية لشحن دور الصورة الفوتوغرافية كلغة عالمية تؤرّخ لفترات ومراحل تاريخية. تعدّدت مواضيع اللوحات الفنية للتصوير الفوتوغرافي بأروقة الصالون الوطني الأوّل للصورة الفوتوغرافية الذي احتضنته دار الثقافة ''علي زعموم'' بالبويرة، بحر الأسبوع الماضي، حيث عرف مشاركة أزيد من 30 مصوّرا محترفا وهاويا، قدموا من 25 ولاية، تنافسوا في إبراز أحدث تقنيات التصوير الفوتوغرافي، وتحدّثوا عن مدى بلاغة الصورة التي تبقى أصدق تعبير رغم غزو الأنترنت وبرامج الإعلام الآلي وطغيان الفيديو على عالم التصوير الصامت، بدليل احتفاظ الصحف والمجلات بها كأقرب مخاطبة وأصدق تعبير، على اعتبار أنّ الصورة الفوتوغرافية شكل من حيث التكوين الذي يعني تآلف كلّ الخصائص الضرورية؛ كالمساحة، اللون والضوء قصد إحداث تلخيص كلي تتفاعل فيه جميع العناصر التكميلية في نمط واحد، وصولا إلى النمط المتماسك المتناسق، وهي المفاهيم التي جسّدتها لوحات فنية لمناطق أثرية، وأخرى بتقنية النقد المخاطب للنظر وصور بتقنية الأبيض والأسود ذات التعبير الكلاسيكي الموحي، تقنية الظلام والرسم بالضوء، إلى جانب التصوير الصحفي كنص بصري وحدث تمّ التقاطه من زاوية معيّنة في وقت معيّن بعيدا عن غموض القراءات، ولعل أحدث تقنية أثارت اهتمام زوّار الصالون، تقنية الكوكب الصغير التي تعتبر آخر صيحات التصوير الفوتوغرافي، حيث يصوّر لك أنّك وسط الدائرة وتنظر لجميع جهات الكوكب، كما تدخلك هذه التقنية وكأنّك تزورها وتنفيك لوهلة، وأنّك تتصفّح أوّل موقع إلكتروني للزيارة الافتراضية، لصاحبه حمودي ياسين من ولاية بجاية والفائز بالجائزة الأولى لصالون ولاية الوادي سنة .2010 على صعيد آخر، يهدف صالون التصوير الفوتوغرافي إلى تشجيع إنشاء نواد للتصوير ومنح فرصة التعارف وتبادل الخبرات بين المشاركين بالمعرض، مع إعادة الاعتبار للصورة الفوتوغرافية في ظلّ غزو الجانب التجاري، واضمحلال الجانب الفني، رغم دفع هذا الفن نحو الاحترافية حسب العديد من المشاركين بهذا الصالون الذي تضمّن برنامجه أربع ورشات عمل حول أحدث تقنيات التصوير الفوتوغرافي، من إلقاء مختصين وجامعيين، إلى جانب محاضرات ومداخلات عن الموضوع، تخلّلتها خرجات ميدانية لالتقاط صور بالهواء الطلق وزيارات لمواقع أثرية وسياحية؛ كسور الغزلان وتيكجدة. ويقف ارتفاع تكاليف مستلزمات التصوير الفوتوغرافي في وجه العديد من الهواة الذين لم يجدوا أمامهم سوى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لتخفيف عبء قلّة الإمكانيات، خاصة في ظلّ نقص الإقبال لاقتناء هذه الإنجازات الفنية التي يقتصر الاهتمام بها في بلادنا كمجرد صور بقاعات وأروقة المعارض.