تفتقر ولاية المدية لأماكن الترفيه والاستجمام التي تعد ضرورية، خاصة إذا علمنا أن المنطقة تشتهر بصيفها الحارق، حيث لا يتعدى فيها عدد المسابح اثنين، متواجدين على مستوى مدينة المدية وقصر البخاري، وهو رقم بعيد عن تطلعات السكان، مع العلم أن هذين المرفقين ليسا في متناول كل الشباب والأطفال، حيث تتدخل ''المحسوبية'' في ولوج المسبحين، حسب حديث بعض الشباب. وهو ما جعل الكثيرين منهم يغيرون الوجهة نحو الأودية والسدود، معرضين أنفسهم لمخاطر جمة منها الغرق، والذي كان مصير شباب وأطفال فقدوا حياتهم وهم يبحثون عن متعة للاستجمام، افتقدوها في مرافق آمنة، حيث تسجل مصالح الحماية المدنية في فترة الصيف والأيام التي تشهد ارتفاعا في درجة الحرارة، العديد من الضحايا جلهم من الأطفال، ففي حصيلة لشهر ماي، أحصت ذات المصالح 4 غرقى في وديان وسدود منتشرة عبر تراب الولاية، وهو رقم مخيف، خاصة إذا علمنا أن فصل الصيف لم ينطلق بعد، وبالتالي يحتم على الجميع توخي الحذر وتوفير سبل أنجع لتخفيف حوادث الموت. وعلى الرغم من أن الولاية تشتهر بطابعها الجبلي الخلاب الذي يجعلها رائدة في السياحة الجبلية، إلا أن السلطات المحلية لم تلتفت لهذا الموروث الطبيعي الذي يمكن عاصمة التيتري من استقطاب كم هائل من هواة هذه السياحة، حيث تعد منطقة تيبحرين وطريق شفة -المدية، بالإضافة إلى منطقة الضاية الشهيرة ببحريتها المعلقة، مناطق يمكن أن تكون قطبا سياحيا هاما لو توفرت الإرادة، حسب مختصين تحدثت إليهم ''المساء''، حيث أكدوا أن الاستثمار في هذا القطاع سيمكّن الولاية من تبوء مكانة رائدة، جلب الأموال والحد من البطالة.وفي الناحية الشرقية من الولاية، لا يختلف الأمر كثيرا، حيث يمكن أن تستغل مناطق جبلية خلابة؛ كجبال الحوضين ومنطقة العيساوية التي تعد منطقة عذراء تشتهر بمياهها الحموية والطبيعية، حيث أصبحت متنفسا لكل سكان منطقة تابلاط، وحتى للعديد من السكان الذين يقطنون بالمناطق المجاورة والعاصمة، الذين يعود أصلهم لهذه الناحية، حيث يغتنمون فرصة العطل ونهاية الأسبوع لولوج هذه المناطق، لكن غياب أماكن للترفيه والإستجام ترك عشاق السياحة الجبلية بعيدين عن الاستفادة من هذا الموروث الطبيعي. وعلى صعيد آخر، رغم أهمية الثروة الغابية، إلا أن الولاية لا تتوفر على حدائق للترفيه والاستجمام، رغم الحاجة الملحة لمثل هذه المرافق التي لا تكلف أموالا كبيرة، بالنظر إلى أن المخزون الغابي؛ من أشجار متنوعة ومناطق خلابة، حيث اسبتشر سكان عاصمة التيتري بمشروع انطلاق حديقة بن شكاو التي طمعوا أن تكون متنفسا لهم، إلا أن خيبتهم كانت كبيرة بتوقف المشروع، بعدما فاقت نسبته 60 بالمائة، بسبب خلاف بين الإدارة وصاحب المشروع الذي أوكل لأحد رجال الأعمال.كما أن مشروع حديقة بمنطقة الحوضان، أقصى شرق ولاية المدية، يبقي حبرا على ورق، و للمشروعين فوائد جمة على البلديتين، والسكان على وجه الخصوص.وفي ذات السياق، تبقى الجمعيات الناشطة في الميدان السياحي والترفيهي قليلة العدد من حيث النشاط، رغم الكم الهائل من الجمعيات التي بقي وجودها مقتصرا على تسطير رحلات استجمامية بعيدة عن التنظيم والتأطير، في حين يبقى الدعم القليل أهم مبرر لعدم تسطير برامج، مع غياب مرافق الاستقبال والإيواء، خاصة إذا علمنا أن ولاية المدية ب 64 بلدية، لا تتوفر سوى على دارين للشباب، وواحد غير مستغل ببلدية تابلاط.الكشافة الإسلامية تقوم بعمل كبير في تنظيم و تسطير برامج خاصة بالتخييم، حيث تنظم الأفواج رحلات إلى المناطق الجبلية، بالإضافة إلى المخيمات الصيفية، حيث تم تنظيم أزيد من 20 مخيما كشفيا عبر الشريط البحري للجزائر السنة الفارطة، حسب حديث المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية الجزائرية بالمدية، السيد صفار بوني، مشيرا في ذات الصدد، أن العدد سيرتفع هذا العام مع اعتماد أفواج أخرى.في حين يحظى أطفال الولاية الذين يتواجدون بشمالها وشرقها بفرصة قربهم من العاصمة وتيبازة، حيث مكنهم هذا القرب من ولوج الشواطئ، وهو ما لا يُتاح لكل شباب وأطفال الولاية القاطنين في جنوبها وغربها-.