احتضن، أمس، المستشفى الجامعي نذير محمد لتيزي وزو، ''الأيام الوطنية حول الانتحار ومحاولات الانتحار بالجزائر، التكفل والآفاق''، حيث تطرق المشاركون والمختصون في علم النفس والاجتماع إلى ظاهرة الانتحار التي باتت مشكلة الصحة العمومية اليوم بحكم هلاك الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار وكذا لكونها مشكلا اجتماعيا نفسيا. وتبين خلال الدراسات المنجزة التي قدمها المشاركون أن الانتحار في ارتفاع بالجزائر، حسب ما تؤكده الأرقام المسجلة والتي أرجعت هذا الارتفاع إلى عوامل عدة منها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية وانهيار وحدة العائلة والمشاكل النفسية والاجتماعية، وقد أرجع المختصون في علم الاجتماع والنفس الأسباب المباشرة التي تقف وراء ارتفاع الظاهرة إلى البطالة خاصة وسط الشباب أين بلغ الانتحار نسبة مقلقة، وكذا عدم المساواة الاجتماعية، حيث تم إحصاء خلال سنة 2011 من مصالح الدرك الوطني 1865 محاولة انتحار مقابل 335 حالة انتحار على المستوى الوطني، وتم تسجيل ارتفاع الظاهرة بعدة ولايات خاصة ولاية تيزي وزو بجاية، البويرة، تلمسان، وهران، سكيكدة وميلة، حسب ما أكدته الدراسة التي أنجزتها مصالح الدرك الوطني. واستناد إلى الأرقام المسجلة والمقدمة على هامش هذه الأيام الوطنية، فان نسبة الانتحار بالجزائر تقدر بحالتين من أصل 100 ألف مواطن فيما تسجل ما بين 3 إلى 4 حالات من أصل 100 ألف مواطن بالدول المجاورة على غرار تونس والمغرب في حين تقدر ب26 حالة بالصين، 24 بالدانمارك و20 بفرنسا مقابل 12.5 بسويسرا و13 بالولايات المتحدةالأمريكية. كما أكدت الأرقام أن حالات الانتحار المسجلة بالجزائر مرتفعة لدى الذكور أكثر من الإناث، وبالنسبة لطرق ووسائل الانتحار نجد منها تناول الأقراص المهلوسة، الخنق، التسمم بالباراثيون بالوسط الريفي وغيرها. وأوضحت الدراسات التي أجريت حول الظاهرة أن أكثر حالات الانتحار المسجلة بالجزائر يتم إحصاؤها خلال شهر جوان الذي يشهد عدة أحداث منها الانفصال، العطل المدرسية، الزواج، الامتحان وغيرها بينما يعد شهر رمضان الشهر الذي تقل فيه حالات الانتحار. وتطرق البروفيسور زيري عباس المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي لتيزي وزو، إلى دراسة أجريت بولاية تيزي وزو خلال الفترة الممتدة ما بين أول جانفي 2007 إلى غاية 31 ماي 2012 والتي كانت ترمي إلى إنجاز دراسة تحليلية وآفاقها في كل حالات الانتحار على مستوى المستشفى الجامعي لتيزي وزو، وتم إحصاء خلال ال5 سنوات و5 أشهر 331 حالة انتحار أي 78 حالة في سنة 2007 مقابل 54 سنة 2008 و42 حالة سنة 2009 لترتفع إلى 67 حالة مسجلة في 2010 مقابل 64 في 2011 فيما تم تسجيل 26 حالة انتحار منذ بداية السنة الجارية إلى غاية ماي المنصرم. وفي دارسة للأرقام المقدمة، فإن نسبة الانتحار حسب الجنس تشير إلى إحصاء 77.94 بالمائة من المنتحرين ذكور، فيما أن معدل الفئة العمرية الأكثر انتحارا يتراوح ما بين 30 و40 سنة أي ما يمثل نسبة 30.74 بالمائة مقابل 28.88 بالمائة من المنتحرين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 30 سنة، كما أضاف السيد زيري أن هذه الدراسة التحليلية تشير إلى أن 6 منتحرين من أصل 100 ألف مواطن سجل سنة 2007 و5,58 من أصل 100 ألف مواطن سنة ,2011 مشيرا إلى أن الانتحار شنقا هو الأكثر انتشارا بين المنتحرين من الجنسين، كما أن النساء المنتحرات 50,49 بالمائة منهن متزوجات و47,52 بالمائة عازبات فيما أن الرجال العزاب أكثر انتحارا من المتزوجين والذين يقدر عددهم ب66,12 بالمائة. كما تضمنت الأرقام حالات محاولة الانتحار المسجلة خلال الفترة الممتدة من أول جانفي 2007 إلى غاية 15 جانفي ,2012 وأوضحت أن تيزي وزو أحصت 889 حالة ،640 منها نساء، ومن بين الحالات المسجلة يوجد 616 عازبا و227 متزوجا مقابل 355 بطالا. فيما كشفت الدكتورة مفوك من المستشفى الجامعي لتيزي وزو، أن الدراسة التي قام بها عناصر الدرك الوطني تشير إلى أن ولاية بجاية تتصدر باقي ولايات الوطن في تعداد حالات الانتحار تليها كل من ولايات تيزي وزو، البويرة، تلمسان، وهران، سكيكدة وميلة. وإثراء لأشغال هذا اللقاء سيتم التطرق إلى مختلف الجوانب والأبعاد المتعلقة بالظاهرة والتي سيتطرق إليها المشاركون في هذا اللقاء من أجل إيجاد حلول ناجعة وفعالة للوقاية من الظاهرة.