تشهد ظاهرة الانتحار في مختلف مناطق ولاية تيزي وزو منحى تصاعديا يستدعي دق ناقوس الخطر، وهذا وفق إحصاءات أوردها أخصائيون على هامش الأيام الدراسية حول الطب الجراحي التي يحتضنها المستشفى الجامعي ''محمد نذير'' بمدينة تيزي وزو، تشير فيها -استنادا إلى مصادر أمنية- إلى حدوث 123 حالة انتحار منذ ما يقارب عامين أي ابتداء من سنة 2009 إلى غاية 24 أكتوبر من العام الحالي عبر مختلف مناطق ولاية تيزي وزو، 93 منهم من الرجال أي بمعادل 76 حالة مسجلة خلال هذه الفترة، و29 نساء بمعادل 24، إضافة إلى 26 كمحاولة انتحار، وتم تسجيل 100 حالة انتحار باستعمال الحقن بالمادة السامة. ووقعت أغلب الحالات في دائرة تيزي وزو ب 17 حالة، تليها الأربعاء ناث إيراثن ب 10 حالات، فيما توزعت البقية على بعض جهات الولاية، وبالخصوص في منطقتي بوغني وذراع الميزان، حيث تتراوح أعمار أغلب المنتحرين ما بين 18 و40 سنة بما يزيد عن 60 بالمائة تلتها فئة ما بين 40 و60 عاما. كما تشير الإحصاءات إلى أن أغلب المنتحرين ذوي مستوى ثقافي محدود أو منعدم في بعض الحالات، غير أن بعض الضحايا من المثقفين الذين تتخطى مستوياتهم الثقافية عتبات الجامعة، كما أن النسبة الأكبر من المنتحرين دون وظيفة وعاطلون عن العمل. ومن جهة أخرى، أكد الأخصائيون أن إحصائيات هذا العام تنذر بالخطر في ضوء تطور ظاهرة الانتحار من شهر إلى شهر. وتظل الدوافع الحقيقية للانتحار سرا من أسرار الأسرة ومجهولة، إذ أنه -حسب الإحصائيات- فإن أغلبية النسب المسجلة من الحالات كانت لأسباب غامضة وتتراوح البقية بين الاضطرابات العقلية والنفسية والمشاكل المادية. ويعتقد مختصون في علم النفس أن أهم الأسباب التي تدفع إلى الانتحار أو محاولة الانتحار هي أسباب ظرفية يمكن ربطها بالأحداث التي يعيشها المنتحر آنيا، أو أنها تعود إلى أسباب اجتماعية يمكن تصنيفها ضمن الأسباب العائلية المتمثلة في التفكك العائلي وانعدام الأمن.