أضحى مشكل تنظيف المدينة وترسيخ ثقافة المواطنة من أجل محيط سليم ومدينة نظيفة، من أهم الانشغالات التي يواجهها المنتخبون المحليون، وانشغالا رئيسيا بالنسبة للسلطات المحلية، نتيجة عدة عوامل ساهمت في تفاقمها، من أهمها التعمير المتزايد والكثافة السكنية المرتفعة، إلى جانب السلوكات غير الحضارية لبعض المواطنين، والتي أصبحت السبب الرئيسي في الوضعية. من هذا المنطلق، تسعى بلدية باتنة إلى انتهاج سياسة جديدة للقضاء على هذا المشكل الذي بات يؤرقها، خاصة الأخطار الناجمة عنه، وإفرازاته التي من شأنها تلويث المحيط ككل صحيا وبيئيا، حيث شرعت في المدة الأخيرة، في حملة تنظيف واسعة النطاق في عمليات خاصة بأشغال عاجلة بالتهيئة وتنظيف المحيط عبر الأحياء، بعد تقسيمها إلى 14 مقاطعة، يتولى تسييرها مسؤولون تنفيذيون، تنفيذا لتعليمات والي الولاية، وتندرج هذه الحملة في إطار التحضيرات الجارية الخاصة باحتفالية خمسينية الاستقلال. وستتجند لهذه العملية الواسعة النطاق كل القطاعات، مع توفير أعداد كافية من الشاحنات، آلات جمع النفايات والرش، كما سيتجند للعملية أعوان البلدية، إضافة لأشغال موازية أخرى لحملات التنظيف وتطهير المحيط، وتتعلق بصيانة شبكات الإنارة العمومية، مع تجديد النقاط الضوئية وتصليحها عبر مختلف الأحياء والتجمعات السكانية، إلى جانب تعبيد الطرقات المتهرئة التي شرع فيها بحر الأسبوع الماضي عبر العديد من أحياء المدينة. وفي هذا الإطار، تحدّث رؤساء المقاطعات ال ,14 خلال جلسة عمل تقييميه انعقدت مؤخراً بمقر ولاية باتنة، لمناقشة ملف تسيير مدينة باتنة، عن مختلف جوانب أنشطتهم التي سيجعل منها لحسبهم نموذجا رائدا في مواجهة مشاكل النفايات وحماية المحيط، مؤكدين أن مشكل النفايات والأوساخ على مستوى كافة أحياء البلدية، على وشك التخلص منه نهائيا، بفضل وعي المواطنين وعمليات التنظيف الجارية. وأفاد والي الولاية في هذا الصدد، أنّ ثمة عمليات ذات طابع استعجالي ضمن التحضيرات الجارية الخاصة بخمسينية الاستقلال، وتمّ إعداد نموذج أولي للعملية، في انتظار تعميمها في باقي أشهر السنة، وقال المسؤول؛ إنّ هذا المخطط سيسمح للمدينة بالاستفادة من النظم المنهجية الرائدة في مجال النظافة والبيئة، بإمكانه احتواء وتسيير نفايات البلدية من خلال ارتكازه على محاور تقنية تضمن توفير وتجنيد كل وسائل النقل، إلى جانب المعدات الضرورية لكل بلدية، وكل المؤسسات المساهمة في نظافة الأحياء. وتنفيذا للعملية، كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي، محمد خناق، عن تجنيد27 شاحنة نقل قمامة للخواص، و10 شاحنات ملكا للبلدية، وسيكون له، بحسبه وفقا لهذا المخطط، دور في التخلص من الأساليب العشوائية لجمع النفايات التي ظلّت تطبع أحياء وبلديات المدينة. ولعلّ من بين الأهداف التي ترجو مصالح البلدية تحقيقها -يضيف المتحدث- ترسيخ ثقافة رمي النفايات داخل هذه الحاويات من قبل المواطنين، مشيرا في هذا السياق، إلى بعض السلوكات المشينة التي يتبعها البعض. ولدى تطرّقه إلى كل الجهود التي ما فتئت تبذلها البلدية، أشار إلى أن مصالحه تسعى بكل الوسائل المادية والبشرية المتوفرة في تنظيف المحيط، من خلال جمع وفرز النفايات المنزلية على مستوى كل الأحياء، موضحا أن تنظيف الطرق والمرافق العمومية استدعى من مصالح التنظيف تبنّي مخطط عملي للجمع العقلاني والمستدام للنفايات. وفي سياق متصل، أطلقت نهاية الأسبوع الماضي إذاعة باتنة حملة تحسيس واسعة حول تنظيف المدينة، ولقيت استجابة المواطنين بأحياء المدينة والطلبة بالأحياء الجامعية، إضافة لذلك، قامت ''أكاديمية جيل الترجيح'' بحملة أخرى بحي 410 مساكن وحي بوزوران.