أكد الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم بطنجة (المغرب)، أن تطبيع العلاقات بين بلدان المغرب العربي يجب "لكي يكون مستديما وبناءا أن يتم على أسس "واضحة" ومعتمدا بشكل متبادل "حتى لا نتمادى في تلك المتاهات التي أبعدتنا عن بعضنا البعض"· ودعا السيد بلخادم في كلمة ألقاها بمناسبة الاجتماع المنعقد إحياء للذكرى الخمسين لمؤتمر الأحزاب المغاربية بطنجة إلى انتهاج طريقة "الحوار الصريح" لإيجاد "حلول دائمة للمشاكل بدلا من اتخاذ مواقف سلبية إزاءها والاكتفاء بتبادل تهم لا طائل من ورائها"· وبفضل ذلك ستتغلب كما قال "روح التغيير على الجمود"· وذكر السيد بلخادم بهذه المناسبة بالدور الذي لعبته الجزائر في مساندة كل القضايا العادلة في العالم، مشيرا إلى أنها قدمت يد العون والمساعدة بشتى أشكالها إلى الكفاح العادل لشعوب بلدان بعيدة مثل الفيتنام وأنغولا والموزمبيق وغينيا بيساووالرأس الأخضر· كما ذكر أيضا بالمساعدة التي قدمتها الجزائر إلى الشعب الفلسطيني "وستظل تساعده إلى أن يستعيد حقوقه المشروعة ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، متسائلا في ذات السياق "كيف يمكن حينئذ للجزائر أن تبقى غير مبالية بما يجري في محيطها الجغرافي المباشر"· وأوضح بهذا الخصوص أن "مطالبتها (الجزائر) باتخاذ مثل هذا الموقف يعني بالنسبة لها التنكر لمثل تشبعت بها على الدوام كما يعني التنكر لعنصر أساسي من هويتها"·"إن بلادي يواصل السيد بلخادم تتعرض اليوم لاتهامات جائرة وتنسب إليها نوايا لم تخطر ببالها أبدا ويجب أن أقول بوضوح أن الشر لا يوجد بالضرورة ودوما لدى الآخر وأن الغير ليس هو مصدر مشاكلنا دائما"، داعيا إلى ضرورة "إعادة النظر في مواقفنا باستمرار وأن نضع أنفسنا موضع الغير لمحاولة فهمه وإدراك دوافعه والأفكار التي توجهه وكذا المثل التي يدافع عنها"· وبعد أن أكد أن "الغاية العاجلة من مؤتمر طنجة قد تحققت"، أوضح السيد بلخادم أن الشعب الجزائري "سيظل دائما مدينا بالعرفان للشعوب المغاربية التي ساعدته دون تردد في كفاحه التحريري بعيدا عن أية حسابات"· كما أصدر مسؤولو أحزاب بلدان المغرب العربي المجتمعون أول أمس بطنجة في ختام اجتماعهم بيانا مشتركا دعوا فيه قادة بلدان المغرب العربي إلى العمل على رفع العراقيل التي تعترض تفعيل اتحاد المغرب العربي· وفي البيان المشترك الذي قرأه السيد محمد اليازغي رئيس الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية المغربية قرر مسؤولو الأحزاب المجتمعة في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين لمؤتمر طنجة (أفريل 1958) وهي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية من المغرب وحزب جبهة التحرير الوطني من الجزائر ومؤتمر الشعب العام من ليبيا وحزب العهد الوطني للديمقراطية والتنمية وتكتل القوى الديمقراطية الوطنية من موريتانيا تكريس هذا اللقاء الذي سيتجدد مرة أخرى بطرابلس· ودعت الأحزاب إلى تفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي والعمل على بعث التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لتحفيز اندماج المغرب العربي من خلال تعزيز المكاسب الديمقراطية في كل دولة ومواجهة التحديات الجديدة التي تفرض ضرورة ضمان أمن وسلم شعوب المنطقة· وفي البيان، اعتبرت الأحزاب المغاربية المشاركة في لقاء طنجة أن اتحاد المغرب العربي يعتبر الإطار الوحيد الدائم الذي يمكن الدول الأعضاء من الدفاع عن مصالحها المشتركة وقيمها وهويتها· وقد أكد السيد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني في كلمته خلال اللقاء، أن ذكرى مؤتمر طنجة "تشكل مناسبة لإيجاد الحلول الدائمة لإزالة العراقيل التي تحول دون تفعيل اتحاد المغرب العربي"· وفي هذا الصدد دعا السيد بلخادم إلى "تعزيز ثقافة التشاور حتى لا يبقى الفضاء المغاربي حقيقة جغرافية فحسب"· مضيفا أنه "علينا أن نستلهم العبر من مؤتمر طنجة كحدث هام في تاريخنا المشترك من أجل الاستجابة لتطلعات شعوبنا في الوحدة ومن أجل مستقبل يسوده السلم والازدهار في المنطقة"· وقد أشاد الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني ب"الكفاح المشترك لمناضلي تحرير بلدان المغرب العربي بدءا بنجم شمال إفريقيا وإنشاء المكتب العربي بالقاهرة سنة 1948 وتضحيات شعوب المغرب العربي لا سيما في 20 أوت 1955 من أجل عودة الملك محمد الخامس وضد عدوان الاستعمار الفرنسي على ساقية سيدي يوسف"· وقد أبرز السيد بلخادم "عرفان الشعب الجزائري اتجاه الهبة التضامنية لشعوب المغرب العربي والشعوب الأخرى المحبة للسلام والعدالة في كفاحه من أجل استعادة استقلاله"·