تنطلق بصفة رسمية في ليبيا اليوم الحملة الانتخابية الخاصة بانتخابات المجلس التأسيسي التي تم تأجيلها إلى السابع جويلية القادم لتكون أول اقتراع ديمقراطي يشهده هذا البلد بعد أربعة عقود من حكم النظام المطاح به. وتم في هذا السياق قبول ملفات 2501 مرشح حر و1206 مرشح يمثلون 142 حزبا سياسيا من أجل الظفر ب200 مقعد المشكل لأول مجلس وطني ليبي توكل له مهمة تشكيل اللجنة المكلفة بإعداد وصياغة نص أول دستور ليبي لمرحلة ما بعد نظام العقيد معمر القذافي على أن يطرح بعدها على استفتاء عام. وطالبت المفوضية العليا للانتخابات المرشحين ب''تجنب أية ضغوط أو تهديدات أو التلويح بالمغريات أو الوعود بمكاسب شخصية مادية أو معنوية'' و''احترام حقوق المرشحين الآخرين والتقيد بقواعد المنافسة الشريفة'' و''عدم استخدام العبارات التي تحرض على التمييز أو الكراهية'' أو''إجراء أي شكل من أشكال الحملات الانتخابية قرب مراكز الاقتراع''. بالمقابل؛ أكدت المفوضية أنه يسمح للمرشحين والكيانات السياسية باستخدام المطبوعات والإعلانات المسموعة والمرئية وإجراء الحملات الدعائية مجانا وعلى قدم المساواة في وسائل الإعلام الوطنية. وتدوم الحملة الانتخابية إلى غاية الخامس جويلية القادم (يومين قبل موعد الاقتراع) يسعى خلالها المرشحون إلى كسب أصوات حوالي 7,2 مليون ناخب ليبي. ومباشرة بعد عقد المجلس المنتخب لأول جلسة له، يتوجب على المجلس الوطني الانتقالي الذي يحكم البلاد منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي شهر أكتوبر 2011 تقديم استقالته. وكان الاقتراع مقررا غدا، لكن المجلس الوطني الانتقالي الليبي قرر تأجيله لأسباب وصفها بالتقنية واللوجستية. وفي أول رد فعل خارجي على الانتخابات الليبية وصف إيان مارتن المبعوث الأممي إلى ليبيا قرار المجلس الانتقالي بتأجيل موعد الاقتراع بالأمر ''الحكيم'' لأنه يسمح بمنح مزيد من الوقت للمترشحين التقرب من الناخبين. واعتبر المسؤول الأممي أنه ''ليس من الضروري أن تكون هذه الانتخابات كاملة، لكنها تبقى جد هامة'' في إعادة رسم الخارطة السياسية لبلد لم يعرف أي حراك سياسي طيلة العقود الأربعة الماضية. وتنطلق الحملة الانتخابية في ليبيا وسط حالة من الفوضى والتوتر تسود المنطقة الجنوبية الغربية بسبب استمرار المواجهات الدامية بين عناصر مسلحة من قبائل متناحرة وثوار سابقين أودت بحياة العشرات من الأبرياء خلال الأيام الماضية. وارتفعت حصيلة المواجهات المسلحة، التي تشهدها منذ عدة أيام مناطق مزدة والشقيقة والزنتان، إلى 15 قتيلا و96 مصابا. وهو ما دفع بالسلطات الليبية إلى إعلانها مناطق عسكرية وأمرت قواتها باستخدام كل ما يلزم للرد بحزم على مصادر النيران التي تستهدف المدنيين الأبرياء.وكانت الاشتباكات التي استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة قد تجددت أول أمس مما أدى إلى سقوط ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين في وقت بذلت فيه الحكومة المؤقتة جهودا حثيثة لتهدئة الوضع وإقامة صلح بين القبائل المتناحرة.