أشرف، اللواء محمد زناخري الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، أمس، بالمدرسة الوطنية للصحة العسكرية بعين النعجة، على حفل تخرج الدفعة الخامسة والعشرين للطلبة الضباط العاملين والطلبة ضباط الصف المتعاقدين الممرضين، وذلك في حفل حضرته إطارات سامية في مؤسسة الجيش الوطني الشعبي. وتضم الدفعة المتخرجة إلى جانب الطلبة الضباط العاملين، والطلبة ضباط الصف المتعاقدين الممرضين دفعة الأخصائيين في العلوم الطبية ومنها جراحة الأسنان والصيدلة والإنعاش وعلم السموميات، كما تضم في تركيبتها طلبة ضباط وصف ضباط من دول صديقة وشقيقة منها فلسطين والصحراء الغربية وموريتانيا ومالي والنيجير. وقد استهلت مراسم حفل التخرج، بتفتيش اللواء الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، تشكيلات الدفعة المتخرجة، التي أدت بعد ذلك يمين القسم وسلمت علم المدرسة للدفعة الموالية في التكوين. ليتم بعد ذلك تكريم الطلبة المتفوقين في الدفعة بتقليدهم الرتب وتسليمهم تذكار المدرسة وميداليات تقدير خاصة بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر منحها لهم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عرفانا بمجهوداتهم في التحصيل العلمي وخدمة العلم والرقي به، مع الإشارة إلى أنه يوجد من ضمن الطلبة المتفوقين طالب صف ضابط من جمهورية مالي. وبالمناسبة، ألقى قائد المدرسة العميد محمد إبراهيم الخليل بريكسي كلمة أبرز فيها تزامن حفل التخرج هذه السنة مع إحياء الجزائر للذكرى الخمسين لاستعادة سيادتها، مؤكدا المستوى العالي للتكوين الذي تحصل عليه الطلبة المتخرجون، والذي تتيحه المدرسة الوطنية للصحة العسكرية طبقا للمناهج العلمية والبرامج البيداغوجية التي يتم ضبطها من قبل وزارتي الدفاع والتعليم العالي والبحث العلمي. كما تتيح المدرسة للطلبة المزاولين لتكوينهم في مرحلتي التدرج وما بعد التدرج تكوينات تكميلية مؤهلة خاصة، تقنية وإدارية، وتكوين في المجال العسكري يضمن لهم الجاهزية للعمل في الميدان وتقديم الدعم الطبي لمختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي. ذكر العميد بريكسي بالمناسبة بأن المدرسة تعمل حاليا على تحسين جوانب من البرامج البيداغوجية لتدعيم وتحيين التكوينات المقدمة للطلبة في عدة اختصاصات ميدانية، كالطب الاستعجالي وطب الكوارث والطب المتخصص في الحماية من الإشعاعات النووية وكذا تخصصات علم الأوبئة، مشيدا بالاهتمام الخاص الذي توليه قيادة الجيش الوطني الشعبي لتطوير مناهج التعليم والتكوين في الصحة العسكرية، مهنئا في الأخير الطلبة المتخرجين على المجهودات التي بذلوها طيلة فترة التكوين وعلى النتائج المرضية التي تحصلوا عليها. وعقب موافقة اللواء الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني على التماس الطلبة المتخرجين تسمية دفعتهم باسم الشهيد «باهرة محمد» وتقديم نبذة تاريخية عن حياة هذا الشهيد البطل، أدت الدفعة المتخرجة رفقة مختلف تشكيلات المدرسة والفرقة النحاسية لوزارة الدفاع الوطني الاستعراضات العسكرية التي أسدل على إثرها الستار على مراسم الحفل. ليشرف في أعقاب ذلك اللواء محمد زناخري وقائد المدرسة الوطنية للصحة العسكرية على تكريم عائلة الشهيد باهرة محمد، الذي سخر مهنته كصيدلي ومعارفه في التمريض خدمة للثورة والثوار. وقد ولد الشهيد باهرة محمد ابن عبد الله ودحمان مسعودة بمنطقة القرارة بولاية غرداية في عام 1931. تعلم في الكتاتيب الخاصة على يد الشيخ سعيد المغربي بمسقط رأسه بالقرارة، ثم دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية، حيث تلقى تعليمه الأساسي قبل أن ينتقل رفقة شقيقه أمحمد إلى الجزائر العاصمة ليواصل دراسته الثانوية ثم الجامعية، حيث استقر مع أخيه في ناحية «بوفريزي» بباب الوادي ودرس في الجامعة في اختصاص الصيدلة التي أحبها إلى درجة أنه كان يعمل في أوقات الراحة عند صيدلي بالمنطقة. والتحق الشهيد باهرة بجيش التحرير الوطني رفقة أخيه أمحمد وكل من الشهيد سبع عبد القادر وجغط الكربيش، حيث كانت مهمته ممرضا برتبة مساعد في العيادة العسكرية، واستمر في عمله الثوري إلى أن استشهد في جبال «بوزقزة» في نواحي الاخضرية في 17 جويلية 1958، وقد عثر على جثمانه وفي جيب البذلة التي كان يرتديها قلما ووصفات طبية، إضافة إلى ضرس معلق على صدره. ولا تزال بعض هذه الأغراض محفوظة إلى يومنا لدى أهله.