«ماذا ستفعل الآن..؟» هو عنوان مسرحية قدمت أمس السبت بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، عن نص وإخراج هارون الكيلاني، مع استلهام بعض المقاطع القصيرة والمهمة من روايتي الكاتب احميدة العياشي «هوس» والروائية سارة حيدر «شهقة الفرس». المسرحية التي يجسّد شخوصها عدد من الممثلين، على غرار عبد الله جلاب، موسى لكروت، حسين بن شميسة، محمد بن بكريتي، ياسين جوزي، نبيلة حجازي وجهيدة مسلم، تدرج في خانة المسرح العصري وسط سينوغرافيا، من توقيع المتميّز حمزة جاب الله. وتنطلق المسرحية التي تدوم ساعة وربع حول سؤال «ماذا ستفعل الآن؟»، حيث أشار القائمون على العمل إلى أنّه السؤال المتكرّر على لسان الطفل موسى الشبح القادم من قبره، ليثأر من جاره جلاب لنفسه ولأمّه.. سؤال يصبح مصدر أرق وقلق لجلاب الرجل الكهل الذي يحاول أن يراوغ الوقوف وجها لوجه مع الموت، ويحاول فكّ الحصار المفروض عليه من طرف أصدقائه الأشباح (حسين، البكريتي وياسين) ويحيلونه إلى عالم الجنون بأمر من الطفل موسى للإسراع بموته. وجاء في متن المسرحية «قصة جلاب الرجل الشاب الذي يحوّل منزله إلى وكر للخمر والصعلكة بعد وفاة زوجته نبيلة السوداء، في حين تخرج جارته جهيدة لتسوق نفسها للناس ولجارها جلاب لأجل رغيف خبز لابنها موسى. تأتي جهيدة ذات ليلة إلى جلاب، تخبره أنّ موسى مريض جدا وتحتاج إلى أن تنقّله إلى المستشفى، فيغلق جلاب الباب في وجهها ظنا منه أنّها تراوغ لأجل السهر، تأتي سيارة الإسعاف متأخّرة متزامنة مع خروج أصدقاء جلاب سكارى على سيارتهم مسرعين، فيقع الحادث المميت بعد اصطدامهم بسيارة الإسعاف، يموت الجميع إلاّ جهيدة، وبعد مرور السنوات ورغم الجرح الكبير، تبقى الجارة ترعى جارها جلاب الذي أخذ التعب، المحنة والجنون منه جسده وعقله، جلاب يراوغ الموت ولكنّه في الأخير يستسلم ويحرق نفسه في الحمام» .