تتسبب درجات الحرارة المرتفعة عبر كامل التراب الوطني، لاسيما بالمناطق الجنوبية في إثارة المشكل الحاد للانقطاعات في الكهرباء، في الوقت الذي استثمرت فيه الدولة عبر مجمع سونلغاز وسائل بشرية ومالية معتبرة بغية تحسين إنتاج هذه الطاقة. (وأج) وخلال الأيام الثلاثة الماضية؛ سجلت عدة مناطق من الوطن على غرار ولاية بسكرة فترات طويلة من الانقطاع في الطاقة الكهربائية في الوقت الذي تجاوزت فيه درجات الحرارة ال40. وبلغت هذه الظاهرة أوجها خصوصا في ولاية بسكرة، بل في مدن أخرى من البلاد أيضا مثل البليدة، الجزائر العاصمة وقسنطينة، وعليه أضحى قطع الكهرباء السبيل الوحيد لسونلغاز أمام الحاجيات المتزايدة للمواطنين في مجال الراحة المنزلية، خاصة باستعمال المبردات الهوائية في الأيام الحارة جدا. وفي مدينة البليدة؛ أصبحت هذه الانقطاعات متكررة إلى درجة أنها تتسبب في مشاكل يومية، يقول بعض سكان مدينة الورود، الذين نددوا بالتأخر المسجل في التكفل بانقطاع الكهرباء والذي يمتد أحيانا إلى 24 ساعة. وتعاني ولايتا بسكرة والوادي، إضافة إلى مناطق أخرى بجنوب الوطن من الحرارة الشديدة جراء عمليات قطع الكهرباء بالتناوب والانقطاعات المتكررة للتيار رغم أن سونلغاز طمأنت من خلال الندوات المتبوعة بتقديم الحصيلة التي نظمتها مديرياتها الجهوية خلال الأسبوعين المنصرمين بصيف دون انقطاعات. غير أن المدير العام لشركة توزيع الكهرباء والغاز، السيد عبد العالي بعداش، لم يستبعد خلال عرض حصيلة المؤسسة في 2011 اللجوء إلى عمليات قطع الكهرباء بالتناوب بالمنطقة الجنوبية-الشرقية للوطن بسبب الطلب الاستثنائي على الكهرباء. وأكد المسؤول أن هذه المنطقة يمكن أن لا تشهد أي عمليات قطع في الكهرباء في حال تسليم كل مشاريع رفع طاقات إنتاج الكهرباء التي باشرها المجمع. وقد بلغ الاستهلاك الوطني للطاقة الكهربائية الأربعاء الماضي مستوى قياسيا تاريخيا جديدا ب 8850 ميغاوات بسبب درجات الحرارة المرتفعة التي تميز تقريبا جل مناطق الوطن، حسبما أكده الخميس الماضي المتعامل في المنظومة الكهربائية الوطنية. وحسب توقعات سونلغاز؛ فإن الطلب الوطني على الكهرباء قد يعرف ارتفاعا بنسبة 14 بالمائة خلال صائفة 2012 على أساس ارتفاع درجات الحرارة. وكان وزير الطاقة والمناجم، السيد يوسف يوسفي، قد أكد في سبتمبر الماضي أن مشكل انقطاع الكهرباء ستتم تسويته بدءا من صيف 2012، فيما وعد الرئيس المدير العام لسونلغاز، السيد نور الدين بوطرفة، في بداية صيف 2011 بأنه لن تكون هناك عمليات انقطاع الكهرباء، علما أنه خلال شهر جويلية وبداية أوت 2011 سجلت انقطاعات معتبرة في الكهرباء بالمدن الكبرى للوطن وخصوصا بالجزائر العاصمة.