يبدو أن معاناة الجزائريين هذا الصيف ستكون مزدوجة، فإضافة إلى الحرّ الشديد الذي دفع بالملايين منهم إلى شواطئ البحر، تبدو انقطاعات الكهرباء عاملا سيّئا جدّا ينغّص صيف الجزائريين، وأثارت درجات الحرارة المرتفعة مثلما حدث في صائفة 2011 عبر كامل التراب الوطني، لا سيّما بالمناطق الجنوبية المشكل الحادّ للانقطاعات في الكهرباء في الوقت الذي استثمرت فيه الدولة عبر مجمّع سونلغاز وسائل بشرية ومالية معتبرة بغية تحسين إنتاج الكهرباء. فخلال أيّام الأربعاء والخميس والجمعة الماضية سجّلت عدّة مناطق من الوطن على غرار ولاية بسكرة فترات طويلة من الانقطاع في الطاقة الكهربائية في الوقت الذي تجاوزت فيه درجات الحرارة الأربعين. وقد بلغت هذه الظاهرة أوجها خصوصا في ولاية بسكرة، بل أيضا في مدن أخرى من البلد مثل البليدةوالجزائر العاصمة وقسنطينة. وعليه، أضحى (قطع الكهرباء السبيل الوحيد لسونلغاز أمام الحاجيات المتزايدة للمواطنين في مجال الرّاحة المنزلية، خاصّة باستعمال التبريد في الأيّام الحارة جدّا)، حسب مواطن من الجزائر العاصمة. وفي مدينة البليدة أصبحت هذه الانقطاعات متكرّرة (إلى درجة أنها تسبّب لنا مشاكل يومية) يقول أحد سكان مدينة الورود الذي ندّد بالتأخّر المسجّل في التكفّل بانقطاعات الكهرباء، والتي تمتدّ إلى حدّ 24 ساعة من أجل صهيرة بسيطة على مستوى حي (حضري). من جهة أخرى، صرّح مواطن يقطن بحي عبودي بوسط البليدة قائلا: (تنقّلنا اليوم السبت للتبليغ عن تعطّل في التيّار سجّل ليلة الجمعة إلى البست، غير أننا لا زلنا في حالة الانتظار والساعة الآن منتصف النّهار). وتعاني ولايتا بسكرة والوادي إضافة إلى مناطق أخرى تقع جنوب الوطن من الحرارة الشديدة جرّاء عمليات قطع الكهرباء بالتناوب والانقطاعات المتكرّرة للتيّار بالرغم من أن سونلغاز طمأنت من خلال الندوات المتبوعة بتقديم حصيلة التي نظّمتها مديرياتها الجهوية خلال الأسبوعين المنصرمين ب (صيف دون انقطاعات) مثلما أكّده مسؤول بشركة توزيع الكهرباء والغاز للوسط لتيزي وزو خلال عرض حصيلة مديريته، غير أن الرئيس المدير العام السيّد عبد العالي بعداش لم يشاطره الرّأي خلال عرض حصيلة سونلغاز 2011 التي أشار فيها الى أن المجمّع لا يستبعد اللّجوء إلى عمليات قطع الكهرباء بالتناوب بالمنطقة الجنوبية-الشرقية للوطن بسبب الطلب الاستثنائي على الكهرباء، كما أردف يقول: (هذا شيء ضخم وهل لدينا الوسائل لتغطية هذه الزيادة، بشكل عامّ أقول نعم غير أنه يحتمل أن نواجه بعض الضغوطات بالمناطق الجنوبية-الشرقية للوطن). في هذا الخصوص أكّد نفس المسؤول أن هذه المنطقة يمكن أن لا تشهد أيّ عمليات قطع في الكهرباء في حال تسليم كلّ مشاريع رفع طاقات إنتاج الكهرباء التي باشرها المجمّع. وقد بلغ الاستهلاك الوطني للطاقة الكهربائية الأربعاء الماضي مستوى قياسي تاريخي جديد ب 8850 ميغاوات بسبب درجات الحرارة المرتفعة التي تميّز تقريبا جلّ مناطق الوطن، حسب ما أكّده الخميس الماضي المتعامل في المنظومة الكهربائية الوطنية. وحسب توقّعات سونلغاز فإن الطلب الوطني على الكهرباء قد يعرف ارتفاعا بنسبة 14 بالمائة خلال صائفة 2012 على أساس ارتفاع درجات الحرارة. وكان وزير الطاقة والمناجم السيّد يوسفي يوسفي قد أكّد في سبتمبر الماضي أن مشكل قطع الكهرباء ستتمّ تسويته بدءا من صيف 2012. كما وعد الرئيس المدير العام لسونلغاز السيّد نور الدين بوترفة في بداية صيف 2011 بأنه لن تكون هناك عمليات قطع الكهرباء، علما أنه خلال شهر جويلية وبداية أوت 2011 سجّلت انقطاعات معتبرة في الكهرباء في المدن الكبرى للوطن، خصوصا في الجزائر العاصمة.