انطلقت، أمس، من الجزائر العاصمة، القافلة التضامنية المخصصة لفائدة اللاجئين الصحراويين بتندوف التي تضم أكثر من 60 شاحنة محملة بحوالي 4 آلاف طن من المساعدات الإنسانية والمؤن الغذائية في إطار مواصلة تجسيد سياسية التضامن مع الشعب الصحراوي الشقيق تحسبا لشهر رمضان المعظم. وأشرف على انطلاق هذه القافلة التضامنية بالحي الاولمبي 5 جويلية ببن عكنون بالعاصمة والتي تحمل شعار "قافلة الاستقلال" كل من وزارة التضامن الوطني ومؤسسة الهلال الأحمر الجزائري واللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي بحضور مسؤولين وإطارات من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وممثلين عن الحركة الجمعوية والمجتمع المدني. وفي هذا الإطار، صرّح الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري السيد لحسن بوشاقور للصّحافة أن هذه الكمية المعتبرة من المواد الغذائية والإنسانية "4 آلاف طن من المساعدات" ستصل إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف في 13 جويلية الجاري، حيث سيشرف المعنيون على توزيعها في اليوم الموالي 14 جويلية لفائدة مستحقيها في كافة المخيمات المتواجدة بالمنطقة. وأوضح السيد بوشاقور أن هذه المواد الغذائية تتوزع بين حوالي ألف طن من مادة الفرينة و3آلاف طن من حليب الأطفال و130 طنا من السكر و50 طنا من الأرز، وألف طن من الأدوات المدرسية الضرورية إلى جانب الأغطية والأفرشة وكافة مستلزمات الحياة اليومية. وبدوره، أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيد ابراهيم غالي أن هذه المبادرة الثالثة من نوعها التي تنظمها الجزائر ستساهم بلا شك في التخفيف من حدة المعاناة اليومية للشعب الصحراوي بمخيمات اللاجئين والتقليل من حدة تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية التي تعيشها العديد من الدول الأوربية والتي انعكست سلبا على المساعدات الإنسانية التي كانت تقدم للصحراويين ما أدى إلى تراجعها بفعل هذه الأزمة. كما اعتبر أن انطلاق هذه القافلة، أمس، جاء في وقته المناسب لاسيما وأن شهر رمضان المعظم على الأبواب مما يسمح باستفادة الصحراويين بمخيمات اللاجئين بتندوف من هذه المساعدات واستخدامها مع حلول شهر الصيام. وقال السفير الصحراوي بالجزائر أن "تزامن هذه المبادرة التضامنية مع احتفالات الجزائر بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية والاستقلال لخير دليل على التمسك بمبدإ التضامن والمساندة لشعب الصحراء الغربية في مسيرته المضنية في تقرير مصيره ونيل استقلاله"، منوّها بموقف الجزائر الثابت والراسخ الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفق الشرعية الدولية. ومن جهة أخرى، اعتبر رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري أن تنظيم مثل هذه القافلة التضامنية الموجهة للشعب الصحراوي بمخيمات تندوف لدليل قوي على مواصلة الجزائر لالتزامها بدعم ومساندة القضية الصحراوية بشتى الوسائل بما فيها العمل التضامني، مؤكدا أن الجزائر لطالما سجلت حضورها بقوة في مثل هذه المبادرات الخيرية. كما اغتنم السيد العماري الفرصة للتنويه بالجهود الجبارة التي تبذلها وزارة التضامن الوطني ومؤسسة الهلال الأحمر الجزائري وكافة الجمعيات والمنظمات الإنسانية في سبيل إغاثة اللاجئين الصحراويين بتندوف وتقديم يد العون والمساعدة لهم لتجاوز محنتهم لاسيما مع حلول شهر الصّيام. وللإشارة، جاء تنظيم هذه القافلة التضامنية الثالثة من نوعها تزامنا مع إحياء ذكرى خمسينية الاستقلال والشباب، حيث ينتظر برمجة قوافل مساعدات إنسانية أخرى إلى مخيمات اللاجئين بتندوف في الأشهر القليلة القادمة. وهذا في إطار سياسة التضامن الدولي التي تعتمدها الجزائر تجاه الشعوب الشقيقة والصديقة التي تعاني من ويلات اللجوء بسبب الأزمات والحروب.