إعترف المجاهد الرائد لخضر بورقعة بوجود أخطاء وتجاوزات قام بها المجاهدون إبان الثورة التحريرية في مختلف الولايات التاريخية الست كانت كلها في حجمها الطبيعي مؤكدا أن قضايا مثل قضية الطائر الأزرق أو ما يسمى بعملية " لابوليت " لم تشهدها الولاية الثالثة "القبائل" فقط وبل مست العديد من الولايات التاريخية آنذاك، وهي خطة استعملتها فرنسا للتشويش على الثورة يتقديم قوائم تزعم أنها لمتعاونين مع فرنسا إلتحقوا بصفوف جيش التحرير. وكشف الرائد بورقعة في كلمة ألقاها بمناسبة تقديم كتاب "المسار الصعب والمتميز مذكرات محارب" للمجاهد الراحل محمد أمقران أيت مهدي،أمس، بالنادي الثقافي للمجاهدين بالعاصمة، أن هناك فرقا بين أخلاقيات الواجب وأخلاقيات القانون، مؤكدا أن أخلاقيات الواجب إبان الثورة التحريرية طغت على القانون لإعتبارات تلك الفترة . وأوضح المجاهد أن الجزائر آنذاك لم تكن موقعة على أية قوانين دولية كمعاهدة جنيف مثلا، وأن ماحدث في الجزائر كان ثورة ضد المستعمر دمر خلالها المجاهدون بنيته التحتية العسكرية، مضيفا أنه يجب التفريق بين الثورة وبين الحرب التي تعلنها دولة قائمة بحد ذاتها تملك جيشاً نظامياً كفرنسا مثلا. وقال الرائد بورقعة بالمناسبة أن الذين يريدون البحث عن الجرائم إبان الثورة التحريرية التي ضحى فيها الجزائريون بأرواحهم "يحاولون فقط الإنقاص من أهمية الثورة وتقزيمها والتقليل من شأنها. من جهته قدم الكاتب الصحفي مصطفى أيت موهوب خلال الندوة التي نظمتها جمعية الشهيد كتاب المجاهد الراحل محمد أمقران أيت مهدي الذي يروي مذكراته إبان الثورة الذي قرر الراحل كتابتها منذ سنة 2005. ويتناول كتاب "المسار الصعب والمتميز مذكرات محارب" للراحل "سي مقران" الذي وافته المنية في جوان 2011 مجموعة من الحقائق والأحداث التاريخية التي عايشها إبان الثورة التحريرية، إستهلها الراحل بتفاصيل فراره من الجيش الفرنسي آنذاك وهروبه إلى تونس وإلتحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني، وكذا معركة ‘'سوق أهراس'' التي شارك فيها سنة 1958 رفقة الملازم الأول محمد بن مصابيح من ولاية معسكر. وحسب الكاتب أيت موهوب الصحفي بوكالة الأنباء الجزائرية الذي قام بتحرير هذه المذكرات يتضمن الكتاب وثائق وشهادات حية، إستقاها الراحل "سي مقران" من بعض الضحايا الذين تعرضوا للتعذيب في قضية ‘'لابلويت'' أو عملية الطائر الأزرق، يتصدرهم المجاهد محمد أولاد موسى، المدعو ‘'محمد أعراب''، إضافة إلى إلقاء الضوء على الخسائر التي أسفرت عن العملية العسكرية ‘'جومال'' بمنطقة القبائل، وكذا الضباط الأحرار الذين إنتفضوا في وجه العقيد محند أولحاج وقادة الولاية التاريخية الثالثة. وعرفت الندوة التي شارك فيها مجاهدون من رفقاء الراحل محمد أمقران أيت مهدي تقديم شهادات حية عن الرجل أشادت كلها بخصال الفقيد وشجاعته في مواجهة المستعمر الفرنسي ونضاله إبان الثورة التحريرية. من جهة أخرى تم بالمناسبة تكريم عائلة الراحل سي مقران من قبل جمعية مشعل الشهيد سلمها الرائد لخضر بورقعة لابن الفقيد الذي أكد أن والده قدم ما كان يجب عليه تقديمه من أجل إستقلال الجزائر، كما كرمت الجمعية المجاهد حسين علواش والصحفي مصطفى أيت موهوب".