عاد الكاتب الراحل، محمد أمقران آيت مهدي، المدعو ''سي مقران''، في مؤلفه الجديد ''الجزائر: حرب التحرير.. المسار الصعب والمنهك لمقاتل (ذاكرة وشهادات)''، الصادر بعد عام من رحيله، إلى استنطاق مجموعة من الحقائق والأحداث التاريخية التي عايشها إبان الثورة التحريرية، خاصة ما تعلق بفرار بعض الضباط من الجيش الفرنسي والتحاقهم بصفوف جيش التحرير الوطني، سنتي 1957 و1958، وهي مرحلة التي تحدث عنها بإسهاب من موقعه كملازم أول بالولاية التاريخية الثالثة، حيث لم يبخل بسرد تفاصيل فراره من الجيش الفرنسي آنذاك. كما توقف ''سي مقران'' الذي وافته المنية في جوان 2011، عبر الصفحات ال255 من كتابه الناطق باللغة الفرنسية والصادر عن منشورات ''رافار''، بمساهمة الإعلامي بوكالة الأنباء الجزائرية، مصطفى آيت موهوب، عند معركة ''سوق أهراس'' التي شارك فيها سنة 1958 رفقة الملازم الأول محمد بن مصابيح من ولاية معسكر، وقد كانا الوحيدين اللذين اقترحا فكرة الانضمام إلى صفوف جيش التحرير الوطني بالولاية التاريخية الثالثة، بعد أن كانا في تونس، وقبل أن يلقى بن مصابيح حتفه في المعركة. ونجد في الكتاب أيضا وثائق وشهادات حيّة، استقاها آيت مهدي من بعض الضحايا الذين تعرّضوا للتنكيل والتعذيب في قضية ''لابلويت''، يتصدّرهم المجاهد محمد أولاد موسى، المدعو ''محمد أعراب''، إضافة إلى إلقاء الضوء على الخسائر التي أسفرت عن العملية العسكرية ''جومال'' بمنطقة القبائل، وكذا الضباط الأحرار الذين انتفضوا في وجه العقيد محند أولحاج وقادة الولاية التاريخية الثالثة، جرّاء رفضهم الطريقة التي كانت تسير وفقها الثورة.