عزف مؤخراً جل مربي الداوجن ببرج بوعريريج، عن شراء الكتاكيت بسبب ارتفاع أسعارها، وكذا ارتفاع سعر أغذية الداوجن متخوفين من مخاطر الأمراض التي تتزايد مع حلول فصل الصيف، فضلا عن اختلالات السوق وتحكم منطق المضاربة في الأسعار. وأكد بعض الفلاحين ل «المساء»، أن سبب عزوفهم راجع إلى تخوفهم من تكبد خسائر فادحة ونقص الطلب على منتوجهم انطلاقا من التجارب السابقة، حيث يتصادف بلوغ منتوجهم فترة الاستهلاك مع دخول شهر رمضان، الذي تتضاعف فيه خيارات المستهلكين موازاة مع إغراق السوق باللحوم المجمدة المستوردة، واعتبر العديد من المربين بالسوق المخصصة لبيع الدواجن في المخرج الشرقي لولاية برج بوعريريج، أن نشاطهم يشبه إلى حد بعيد لعبة «القمار»، وهذا بسبب عدم التحكم في الأسعار وخضوعها لمنطق المضاربة من طرف التجار وبقائهم تحت سيطرتهم، مما يجعل الربح غير مضمون. مشيرين إلى عزوفهم عن هذا النشاط في الوقت الراهن نظرا لارتفاع سعر الكتكوت الواحد إلى أعلى المستويات موازاة مع تجديد أصناف دجاج البيض بالمفارخ، حيث يتراوح بين 80 و85 دج، في الوقت الذي كان لا يتجاوز أربعين دينارا، مما اعتبروه كافيا للتريث تجنبا للمغامرة، على الرغم من أن هذه الفترة يتزامن بيع منتوجهم فيها مع بداية شهر رمضان الذي تكون فيه الأسعار مواتية لتحقيق هامش من الأرباح. ويرى مربو الدواجن أنهم المتضرر الوحيد في حال المجازفة، في وقت يحافظ فيه التجار وأصحاب المذابح والمطاحن على هامش ربح معين بعيدا عن الاختلالات المسجلة في السوق، وأنهم أصبحوا مهددين بالتخلي عن نشاطهم مثلما حصل للبعض منهم الذين توجهوا إلى نشاطات أخرى بعد إفلاسهم، على العكس مما يتصوره الزبائن، مستدلين بالخسائر التي تكبدوها خلال شهر رمضان الفارط بفعل تكسير الأسعار من طرف وزارة التجارة وإغراق السوق المحلية باللحوم المجمدة بجميع أنواعها، الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن بيع منتوجهم بأي صفة وبأسعار منخفضة لمواجهة مشكل نقص الطلب من طرف التجار لزيادة العرض وتنوعه بين اللحوم البيضاء والحمراء وإقبال الزبائن على اللحوم المجمدة لانخفاض أسعارها. من جهة أخرى، يطرح مربو الدواجن إشكالية الارتفاع في سعر القنطار الواحد من أغذية الدواجن الذي يفوق الأربعة آلاف دينار، إلى جانب الندرة المسجلة في بعض الفترات في توفير المواد الأولية مثل الصوجا والذرة، بالإضافة إلى الأمراض التي تصيب الدجاج خصوصا في فترة الحر، حيث يعد ارتفاع درجات الحرارة المتسبب الهام في انتقال العدوى التي تتسبب في هلاك جزء هام من المنتوج، ناهيك عن تراجع فعالية الأدوية في القضاء على الأمراض لدخولها هي الأخرى في حسابات التقليد والتحايل على المربين بمنحهم أدوية منتهية الصلاحية.