«دول الاتحاد الأوروبي بأعين طلاب المدرسة العليا للفنون الجميلة»، هو عنوان المعرض الذي يقام حاليا برواق «محمد راسم» إلى غاية الأحد المقبل ويضم 41 لوحة مرسومة من طرف طلاب السنتين الثالثة والرابعة بالمدرسة العليا للفنون الجميلة. في هذا السياق، تحصّل الطالب زرزور على الجائزة الأولى للمسابقة التي نُظّمت في إطار هذا المعرض، والمتمثّلة في آلة تصوير رقمية والأدوات اللازمة للرسم مثل الحامل والألوان والريشة، وكذا كتاب فني، أمّا الجائزة الثانية فكانت من نصيب نور الهدى عيسات والجائزة الثالثة لليديا حميتي وتتشكّلان من نفس ما تضمّه الجائزة الأولى، ما عدا آلة التصوير. وعبرّ طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة عن رؤيتهم الخاصة لخصوصيات دول الاتحاد الأوروبي، إمّا من خلال الرسم الزيتي أو الأكوارال، فرسم بعضهم المعالم والمباني الأثرية والتاريخية لبعض الدول، في حين اختار آخرون الفن التجريدي ليترجموا إلهامهم وإحساسهم بالتراث والثقافة الأوربية. وجاء في كتيب المعرض أنّ لجنة الاتحاد الأوروبي نظّمت هذه المسابقة بغرض تحفيز الفكر الإبداعي للشباب، وكذا تشجيعهم على التعرّف أكثر على دول الاتحاد الأوروبي، لتكون النتيجة 41 لوحة تعبّر عن تنوّع القارة العجوز رغم أنّه لم يتم تمثيل كلّ أعضاء الاتحاد السبع والعشرين، إلاّ أنّه ومع ذلك ذهب الطلبة أبعد من حدود المتوسط ليتقصوا خبايا مناطق غير معروفة لدى الشعب الجزائري، مثل ليتونيا واستونيا وجمهورية التشيك. واختار زرزور المتحصّل على الجائزة الأولى في هذه المسابقة ألمانيا، من خلال لوحتين رسم في إحداهما بالأسلوب التجريدي وجه امرأة بشعر أحمر ووجه أصفر وتحيط بها الظلمة (اللون الأسود) وهي ألوان العلم الألماني، أمّا صاحبة الجائزة الثانية نور الهدى عيسات فانتقت هي الأخرى ألمانيا، بالإضافة إلى مالطا، ورسمتهما في أربع لوحات ثلاث منها بالأسلوب التجريدي تظهر فيها هيئات أشباح تنبعث من الأرض وتحاول الهرب من نار اشتعلت، أمّا اللوحة الرابعة فكانت مختلفة إذ غلب عليها اللون الأزرق وتظهر هيئة رجل وكأنّه يعاني من اختناق وتحيط به رؤوس متناثرة هنا وهناك. ويذكر أنّ مالطا كانت منطقة حصار لبريطانيا في الحرب العالمية الثانية وتعرضت للقصف من طرف ألمانيا. وألهمت المانيا أيضا الفائزة بالجائزة الثالثة ليديا حميتي، بالإضافة إلى إعجابها بالنمسا وبالضبط بحقولها الجميلة فكان نصيبها لوحة بشكل تلقائي عن الطبيعة الخضراء التي تخالطها الزرقة، أمّا الثانية فكان حظها في الأشكال الهندسية من مختلف الأحجام والألوان. أمّا بقية الطلبة المشاركين في المعرض، فنجد من بينهم إلهام عمرون التي عبّرت في ثلاث لوحات عن إعجابها بالرقص الإسباني وكذا بتقاليد مصارعة الثيران، فكانت لوحات مرسومة بالأسلوب الواقعي، أمّا اللوحة الرابعة فجاءت عن هولندا بالأسلوب التجريدي تعبّر عن شكل باخرة تقتحم بحرا برتقاليا ارتفعت أمواجه. ودائما عن هولندا رسم ايدير مسعود طاحونة تعدّ أكبر رمز عن هذه الدولة التي يطلق عليها تسمية الأراضي المنخفضة. ونجد في عالم الطاحونات أيضا، لوحة مالحة قارش التي استعملت فيها مزيجا بين الواقعي والتجريدي. وألهمت ايطاليا أكثر من طالب فنان، فرسم ناصر ايماش البندقية بمعالمها الجميلة ومياهها الغزيرة التي تحيط بها من كلّ جانب، فكانت لوحة واقعية عن هذه المدينة الجذابة التي تستضيف على أرضها ومياهها العشّاق من كلّ أنحاء العالم وهو ما ألهم أيضا صليحة بن طيب التي رسمت هذه المدينة ومن ثم طارت إلى ليتوانيا وسلوفينيا ورسمت مبانيها ومياهها، في حين توقّفت حفصة عند برج بيزة الشهير ورسمت في أعاليه هيئات لرجال ونساء يطيرون في السماء .ايرلندا الجميلة بحقولها الخضراء وتقاليدها الراسخة منذ قرون من الزمن، كان لها هي أيضا نصيب من هذا المعرض، ورسمت منال مدار لوحة كبيرة ضمّت فيها شظايا من كلّ ما له علاقة بإيرلندا مثل الحقول الخضراء والرقص التقليدي والعزف على آلة الهارب والكثير من ورق الأنفال الذي يجلب الحظّ إذا بلغت ورقاته أربع ورقات. بالمقابل رسمت أمينة خناش نهر السين الفرنسي في لوحة عبّرت بكلّ تفاصيلها عن هذا النهر وكل ما يحيط به من مبان ومركبات بحرية، في حين رسمت نوارة جادة برج ايفيل وسط فقاعات كبيرة. أمّا رومانيا فتمثّلت في لوحة فيروز خلادي التي أبدعت في رسم امرأة رومانية ترتدي الزي التقليدي المزركش. ودائما في هذا السياق، رسم مجيد حمزة رجلا من المملكة المتحدة بزي تقليدي متمثّل في قميص ابيض وتنورة حمراء ويعزف على آلة نفخية.