كعادتها، فتحت الجمعية الوطنية للشيخوخة المسعفة “إحسان” أبواب مطعمها للفقراء والمساكين وعابري السبيل ببلدية اسطاوالي منذ اليوم الأول من الشهر الكريم، حيث استقبلت ما يزيد عن 200 صائم، إلى جانب توزيع الوجبات الساخنة التي تسلم يوميا للعائلات الفقيرة والمعوزة، كما عملت على توزيع قفة رمضان التي استفاد منها ما يزيد عن 250 عائلة. وقالت السيدة سعاد شيخي، رئيسة جمعية “إحسان” للشيخوخة المسعفة في حديثها ل«المساء”؛ إن جمعية إحسان دأبت على إطعام المساكين والفقراء وعابري السبيل منذ 2003، فعلى الرغم من أن نشاطنا كجمعية بدأ مع المسنين بعد وقوفنا على تفاقم ظاهرة الزج بالمسنين بدور العجزة، عملنا “بالتنسيق مع وزارة التضامن الوطني” على اقتراح قانون لحماية المسن، فجاءت جهودنا مثمرة، إذ صيغ قانون المسن في 2010 وأقر جملة من القيود، بما في ذلك العقوبات الزجرية لمنع الأبناء من رمي ذويهم بهذه المراكز، كما تعود أسباب تخلي الأبناء عن أوليائهم لعدم قدرتهم على التكفل بنفقات علاجهم، فإن الدولة أقرت مساعدة مالية تقدم للابن، ليتسنى له التكفل بعلاج والده أو والدته، وفي المقابل يظل المسن في البيت العائلي، وأظن أن مبلغ المنحة قد ارتفع بعدما كان يقدر ب 3000دج. وجاء على لسان محدثتنا أنه بعد ما ذاع صيت الجمعية في مجال التكفل بالمسنين، وأضحت جمعية وطنية، ارتأينا توسيع نشاطاتنا الخيرية، واستقبل مطعمنا ما يزيد عن 200 شخص يوميا منذ دخول الشهر الفضيل، وسيرتفع العدد في الأيام القليلة القادمة، ولا يقتصر عملنا على الإطعام فحسب، بل نعمل أيضا على تزويد العائلات التي تتحرج من الإفطار في المطعم بوجبة ساخنة، إذ نقدم من 50 إلى 100 وجبة يوميا، إلى جانب قفة رمضان التي وزعناها بعد دراسة الملفات المقدمة، وتحتوي على بعض المواد الغذائية التي تمكن العائلات الفقيرة من صيام النصف الأول من رمضان، ثم نعد قفة أخرى توزع في الأيام الأخيرة من الشهر. وفي ليلة السابع والعشرين، نتكفل بختان 150 طفلا في جو احتفالي ديني، دون أن ننسى المسنين الذين نبرمج لهم رحلات في ليلة 15 من رمضان نحو البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة، إذ يُنتظر أن يستفيد منها هذه السنة حوالي 20 مسنا. وعن طريقة العمل بالمطعم قالت رئيسة جمعية “إحسان”؛ إن أبواب المطعم تفتح منذ الساعات الأولى من الصباح لاستقبال المتطوعات اللواتي يجتهدن لإعداد الأطباق التي نضمن فيها التنوع، إذ تتوفر الوجبة على الشوربة، وطبق رئيسي، إلى جانب السلطة، الفاكهة والمشروبات الغازية، ولا نقفل أبواب المطعم إلا بعد مغادرة آخر المفطرين. وفي ردها عن سؤال “المساء” حول نوعية زوار المطعم قالت؛ إن الجو العائلي الذي يؤمنه المطعم، جعلنا نستقبل أشخاصا من خارج بلدية اسطاوالي، على غرار زرالدة، عين البنيان وباب الوادي، إلى جانب عابري السبيل الذين لاحظنا أنهم يكتفون “بتكسير” الصيام ومواصلة طريقهم للإفطار بمنازلهم. هذا دون أن ننسى أن مطعمنا استقبل أيضا منذ الأيام الأولى عددا من الأجانب، على غرار وفد إيطالي قرر أن يشاركنا الإفطار بعدما تعذر عليه إيجاد مكان للإفطار به، إلى جانب الصينيين الذين يعتبرون من الزوار الدائمين. لا تواجه جمعية “إحسان” مشكلة في مجال النفقات، حيث قالت السيدة سعاد؛ إن عدد المحسنين، والحمد لله، في ارتفاع مستمر سنة بعد سنة بالنظر إلى طريقة عمل الجمعية النزيهة والشفافة، بما في ذلك الدعم الذي نتلقاه من وزارة التضامن الوطني، وهو ما حوّل الإطعام إلى عادة حميدة تباشرها الجمعية في كل سنة.