سطرت جمعية الإرشاد والإصلاح لشهر رمضان المعظم وتكملة لأعمالها الخيرية أربعة مشاريع كبرى تضم مطاعم للإفطار تقدم مليون وجبة وزعت على 200 مطعم عبر الوطن في مبادرة لجعلها تقليدا سنويا، حيث تعتبر هذه السنة الخامسة التي تنظم فيها الجمعية مثل هذه المطاعم، كما برمجت توزيع أكثر من 500 ألف قفة رمضانية وملابس للعيد تمس العائلات الفقيرة والأيتام. تنظم الجمعية كعادتها كل سنة موائد إفطار للأيتام وتستهدف أكثر من 10 آلاف يتيم، حيث تقوم بجمع الأيتام والمحسنين على مائدة واحدة وهذا لخلق جو من التفاعل وربط جسر من التكافل بين المسلمين حتى يتكفل غنيهم بفقيرهم. ولن تفوت الجمعية مناسبة العيد حيث قررت أن تدخل الفرحة على قلوب اليتامى والفقراء بمشروع كسوة العيد الذي يشمل آلاف الأطفال ويتم توزيعها في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، كما ستشهد ليلة ال27 منه تظاهرة تضامنية أخرى تنظمها الجمعية وهي ختان جماعي للأطفال اليتامى والمعوزين. وللمرضى كذلك نصيبهم من برنامج الجمعية في هذا الشهر الفضيل، حيث سطرت زيارات لمختلف المستشفيات تقوم بها أفواج من المتطوعات في الأعمال الخيرية حاملات معهن المساعدات المادية والمعنوية للمرضى كما ستقوم بزيارات متكررة لدور العجزة والأيتام لذات الغرض. وجبات إفطار لأكثر من 200 شخص يوميا من خلال زيارتنا لأحد مطاعم الرحمة التابعة لجمعية الإرشاد والإصلاح ببلدية حمادي ببومرداس وقفنا على مدى التآزر والترابط الذي يسود العملية الخيرية من قبل كل المشرفين عليها دون استثناء. فالمكان كان عبارة عن خلية نحل والتحضيرات تجري على قدم وساق من أجل تلبية طلب وإطعام أكثر من 200 صائم ممن لم يسعفهم الحظ في التمتع برمضان بين أسرهم. يقول سفيان وهو شاب متطوع من أبناء الجمعية إن المطعم فتح أبوابه هذا العام للمرة الخامسة على التوالي وقدم خدماته للصائمين أول مرة بقدرة وصلت إلى 70 وجبة يوميا. وفي السنوات الماضية استطعنا أن نحسن قدرة الاستيعاب لتصل إلى حدود 100 وجبة. أما اليوم وبفضل الله وإعانات المحسنين نقدم وجبات الإفطار ل200 شخص أغلبهم من العمال الذين يتوزعون في معامل البلدية أو عمال البناء أو الطرق وعابري السبيل والفقراء. يواظب الشابان سفيان وتوفيق يوميا على إعداد فطور الصائمين داخل مطعم الجمعية وبإرادة كبيرة يحرصان على أن لا تختلف مائدة الإفطار التي يحضرانها عن أي مائدة إفطار في أي بيت جزائري. يقول توفيق: ''نراعي دائما أن يكون الإفطار متنوعا ورغم الإمكانات البسيطة، إلا أننا نسعى دائما لأن نحافظ على أجواء رمضان ومميزاته، فنحن نحرص على ألا تخلو موائدنا من الأساسيات مثل الشربة التي تتواجد يوميا ضمن قائمة الأكل والسلطة أيضا. أما الطبق الثاني فيتم تغييره كل يوم ويكون إما طاجين الزيتون أو شطيطحة لحم. أما المشروبات الغازية فيتبرع بها أحد أصحاب معامل المشروبات الغازية بالمنطقة يوميا منذ حلول شهر رمضان الكريم والحلويات وغيرها من المأكولات التي تميز شهر رمضان''. وخلال زيارتنا لمطبخ المطعم بدا أن العمل يسير بوتيرة سريعة، ورغم أن عملية إعداد الطعام لا يتولاها إلا شخصان فقط وهما توفيق وسفيان، إلا أن الأمور بدت منظمة جدا وقائمة الأكل لهذا اليوم توشك على الانتهاء وكل هذا يتم بين الشابين بالتعاون، حيث يتشاركان ومنذ الساعات الأولى للصباح في تجهيز لوازم الطبخ والاتفاق على إعداد قائمة الطعام لذلك اليوم ثم يبدآن في إعداده تحضيرا لوجبة الإفطار وهو الأمر الذي يواظبان عليه منذ أول يوم من رمضان. يبدأ الصائمون توافدهم على المطعم مع اقتراب موعد الإفطار. وبما أن مدينة حمادي تعتبر مركزا لتجمع عدد كبير من العمال من مختلف المناطق، كما أن أشغال استكمال الطريق السريع قد جلبت معها الكثير من اليد العاملة بدا أن الأمر يحتاج إلى الكثير من المساعدات للتمكن من تلبية حاجيات كل الصائمين، وهي دعوة أطلقها الشابان لتمكين الجمعية من خدمة أكبر عدد من الفقراء والعمال وعابري السبيل.