استكمالا لنشاطها الخيري السنوي تواصل الجمعية الوطنية للشيخوخة المسعفة ''إحسان'' مهمتها النبيلة بتكثيف جهودها خلال شهر رمضان، موسعة إياها إلى كل الفئات الفقيرة والمحرومة، فاتحة موائد الرحمان على مستوى بلدية عين البنيان ومدخلة البهجة إلى قلوب فئة الأطفال المعاقين وحتى فئة المسنين المتواجدين بدور العجزة بتحقيقها حلم الكثير منهم في زيارة بيت الله وتأدية العمرة في العشر الأواخر من هذا الشهر. هي السنة الرابعة على التوالي التي تنظم فيها الجمعية ''مائدة رمضان'' حسب ما أكدته رئيستها السيدة ''سعاد شيخي'' في اتصال هاتفي ل(الحوار)، فلقد ضاعفت هذه السنة عدد الوجبات المقدمة وتجاوزت ال 600 وجبة ب 100 أخرى توزع على منازل العائلات الفقيرة بالبلدية. أما عن القيمة المالية للمعونات المقدمة خلال شهر رمضان فقد امتنعت رئيسة الجمعية عن تقديمها، بحجة أنها عبارة عن مساعدات قدمت لهم من طرف المحسنين. حوّلت قاعة الحفلات إلى مكان لتقديم ''المائدة'' قامت رئيسة الجمعية التي تنشط في مجال مساعدة الشيخوخة المسعفة منذ سنة 2000 بإدخال ديكور آخر ولمسة إيمانية على قاعة الحفلات ''البرتقالي'' المتواجدة بحي عيصاني ، فبعدما كانت على مدار أيام السنة تجمع العائلات في جو بهيج للاحتفال بمناسباتها السعيدة، أصبحت نفس القاعة خلال هذا الشهر وبفضل الجمعية تحافظ على جو البهجة ولكن بنكهة مميزة بحيث تجمع 600 فقير ومحتاج وعابر سبيل وأشخاص من دون مأوى حول مائدة واحدة في لمة عائلية من نوع خاص، يسهر أعضاء ''جمعية إحسان'' على توفيرها لهم، فلا يشعر أحد منهم إلا وأنه في منزله، فيجد الراحة التامة في تناول وجبة الإفطار التي تفوق في مكوناتها ما قد تحتويه موائد إفطار العديد من العائلات الجزائرية البسيطة، وهذا لتتمكن من استقبال أكبر قدر ممكن من المحتاجين مما كانت تستقبله بمقرها في بلدية اسطاولي. وصرحت السيدة ''شيخي'' في اتصالها ب (الحوار) أن مائدة الإفطار التي تعدها الجمعية تساهم فيها العديد من المؤسسات وفاعلي الخير كشركة حمود بوعلام للمشروبات الغازية، وشركة سيفيتال، ومطحنة بلعيد، وشركة كوفت للحوم المجمدة، ومتطوعين لفعل الخير من المواطنين، إضافة إلى بعض الإدارات الوطنية التي اعتادت مشاركة الجمعية في نشاطها الخيري، والفئات المعنية بهذه المساعدات يتم إرسالها من قبل البلديات على غرار بلدية عين البنيان، اسطاوالي، الشراڤة، أولاد فايت، ويتم تقسيم المساعدة حيث يشمل اليوم الأول تقديم مائدة رمضان واليوم الخامس قفة رمضان على مستوى الدائرة وفي منتصف شهر رمضان يتم إرسال مجموعة من فئة المسنين إلى البقاع المقدسة. إطارات دولة يعملون كمتطوعين كما كشفت محدثتنا عن طريقة العمل اليومي لتحضير وجبة الإفطار، موضحة أن غالبية العمال هم من إطارات الدولة العاملين بالمؤسسات الوطنية، يتطوعون لمساعدتنا على إتمام عملنا كل حسب وقته، فيحضرون إلى قاعة الحفلات التي ينطلق العمل بها من الساعة التاسعة صباحا وإلى غاية الحادية عشرة مساء. وأضافت بأن كل واحد منهم بات يعرف جيدا المهمة الموكلة إليه، فلا يحدث تداخل في المهام، بحيث ينقسم المتطوعون إلى فرق عمل، كل واحدة تتكفل بإنجاز أمر ما كفريق العمل التحضيري الذي يحضر الخضار وينظفها لتسهيل عمل الطباخين، وفريق يهتم بتنظيف قاعة الطعام وآخر بإعداد الموائد لتتعاون جميع الفرق بعد الانتهاء من تقديم وجبة الإفطار على تنظيف الأواني، لتشير بذلك الساعة إلى الحادية عشرة ليلا، وهؤلاء المتطوعون لم يتناولوا وجبة إفطارهم بعد. من مائدة رمضان إلى رحلات العمرة وغير بعيد عن الأجر الذي يسعى أعضاء الجمعية الوطنية للشيخوخة المسعفة ''إحسان'' لكسبه خلال شهر رمضان بتنظيم مائدة الإفطار، تعكف الجمعية ومنذ 8 سنوات على تنظيم رحلات عمرة لعدد من المسنين المتواجدين بدور العجزة وحتى أولئك المتواجدين لدى عائلات فقيرة ومعوزة ابتداء من النصف الثاني من الشهر. وقدر عدد المسنين الذين سيزورون البقاع المقدسة هذه السنة ب 50 شخصا تم انتقاؤهم من 15 دارا للعجزة على مستوى ولايات الشمال، كما جاء على لسان رئيسة الجمعية التي أفصحت أن العملية ستكون بمساهمة وزارة التضامن الوطني وبعض الجمعيات الخيرية الأخرى. فيم ستحظى مجموعة أخرى من فئة الأطفال المعوزين على مستوى الدائرة الإدارية للشراڤة في ليلة السابع والعشرين من رمضان بعملية ختان 50 طفلا معوزا ويتيما.