أحيا المطرب التونسي صابر الرباعي ليلة أمس الأول حفلا فنيا بمسرح الهواء الطلق محمد وشن بقسنطينة يدخل في إطار فعاليات الطبعة الثانية من ليالي سيرتا، التي ينظمها الديوان البلدي لترقية النشاطات الثقافية والفنية بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، حيث أطرب ابن مدينة صفاقس الحضور بالعديد من الطبوع الفنية امتزجت بين الفلكلور والطرب، وهنأ الفنان التونسي الشعب الجزائري بخمسينية الاستقلال. بدأ الرباعي حفلته بإحدى أغانيه التي لاقت شهرة كبيرة في الساحة الفنية وهي أغنية "يا دلولة"، لينتقل في الأغنية الثانية إلى التراث المحلي وأغنية "عاشق ممحون" كما أهدى الجمهور القسنطيني، الذي حضر بقوة، باقة من آخر إصدراته التي يقوم بتصويرها على شكل فيديو كليب وعلى رأسها أغاني من ألبوم "يا الله" وكانت مفاجأة السهرة تكريما لسيدة الطرب المرحومة وردة الجزائرية التي وصفها بالأم والأخت الكبرى، حيث أدى الرباعي أغنية الديو التي وعد بها الجمهور الجزائري والتي كان من المقرر أن يؤديها معها لولا مشيئة القدر التي غيبت وردة، حيث أجرى بعض التعديلات على كلماتها التي ألفها الشاعر المصري هاني عبد الكريم ووزعها سليم المعطوبي وقدمها للجمهور القسنطني بشكل منفرد ليردد الأغنية التي لحنها هو شخصيا والتي قال فيها "طول عمري وأنا عاشق لصوتك يا وردة ويحلى الغناء معاك، يا عيني على الأيام بتجي كالأحلام، أيام تحلى معاك قبل النهار ذا وبعد النهار ذا ومستحيل أنساك". ووصف الفنان صابر الرباعي خلال الندوة الصحفية التي نشطها بعد نهاية الحفل في حدود الساعة الثانية صباحا، تجاوب الجمهور معه بالشيء الجميل، مؤكدا أن علاقته بالجمهور الجزائري ليست وليدة الصدفة وأن أي فنان يسعى من خلال أدائه إلى إسعاد وإرضاء جمهوره. وتمنى الفنان التونسي أن تخلد الجزائر الفنانة وردة الجزائرية، التي قال إنها خسارة كبيرة في العالم الفني، من خلال تسمية أحد المنشآت أو الشوارع الكبيرة باسمها حتى لا تنسى مع مرور السنوات وتبقى ذكرى للأجيال اللاحقة، مضيفا أن هذه الفنانة التي زارها في بيتها قبل وفاتها لترتيب الديو معها، قد قدمت تضحيات كبيرة من أجل وطنها، فقد تعذبت حسب الفنان صابر الرباعي وتغربت كانت مثالا للنضال الشريف، الذي مثل على أحسن وجه الجزائر والعالم العربي، ليضيف أنه خلال زيارته للجزائر زار بيت الفقيدة كما توجه إلى قبرها لقراءة فاتحة الكتاب، واصفا جنازتها التي حضر فيها كبار الشخصيات بالجنازة المهيبة، ليقول إن العزاء الوحيد هو العيش على ذكرى أغانيها التي ملئت الجزائر والعالم العربي. وفي رده على سؤال "المساء" حول نظرته لمستقبل تونس بعد أزيد من سنة عن ثروة الياسمين، قال الرباعي إنه مثل بقية الشعب التونسي، الذي يتحسس خطوات مولود جديد جاء بالحرية والديمقراطية، مشيرا إلى أن هناك عملا كبيرا ينتظر التونسيين الذين قال إنهم واعون جيدا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وواعون أيضا بخطورة المرحلة المقبلة التي تحتاج تضافر الجهود لبناء مستقبل أبناء هذا الوطن، حيث يتنظر الشعب التونسي دستورا جديدا يحدد مستقبل البلاد.