تشهد حديقة الأحلام بقصر المعارض الصنوبر البحري إقبالًا كبيراً للعائلات خلال سهرات الشهر الفضيل حيث تفتح أبوابها للزوار بعد الإفطار مباشرة وحتى الثانية صباحاً رغم أن موعد إقفالها على الساعة الواحدة، إلا أن كثافة الحضور تجعل الحديقة تعج بالزوار، حيث يرتفع صوت الأطفال والمراهقين من هواة المغامرة هناك. إزدحام كبير يعرفة الطريق المؤدي للحديقة، حيث يدخل أصحاب السيارات في طوابير طويلة إذ يستدعي الوصول للركن في الحظيرة الخاصة بها أزيد من 15 دقيقة، إلا أن هذا الأمر لم يعد يزعج العائلات التي إعتادت على المكان الذي يعتبر فضاء خصباً للترفيه عن الذات. المتجه للحديقة التي تعج بالزوار يستمتع بجمال الديكور الساحر الذي صنعته الألوان والأضواء المتلألئة التي تطبع ليالي الحديقة بداية من مدخلها، حيث يجتهد باعة لعب الأطفال في عرض ألوان وأشكال مختلفة من اللعب المضيئة خاصة الطائرة منها التي تعلقت بأشجار الصنوبر الباسقة ليطبع لونها البنفسجي المكان وكذا البالونات الزاهية الألوان التي تحمل صوراً لشخصيات كرتونية معروفة على غرار «دورا» و» بوب» ودمى الباربي بمختلف أشكالها، إلى جانب رائحة الحلويات والشوفان المحمص وشعر البنات المنبعثة في المكان لتعطي الطريق الطويل جواً خاصاً. وتختار العائلات الحديقة لما لها من خصوصيات أولها ضمان متعة اللعب للأطفال والمراهقين وحتى الكبار الذين لا يفوتوا هم أيضا فرصة اللعب في بعض الألعاب التي لا تسبب دوارا كبيراً على غرار الأرجوحة والعجلة الكبيرة إلى جانب أجوائها الندية التي يطبعها الجو المنعش نظراً لقربها من البحر، حيث يشعر راكب العجلة وهوفي الأعالي أنه يعانق السماء ويتنفس من البحر، ويمتع نضره بمشهد العاصمة المتلألئة ليلًا. وفي الوقت الذي يصعد فيه صراخ الأطفال بهجة ليكسر هدوء الليل ورتابته يشاركهم المراهقين الذين يختارون اللعب المثيرة على غرار لعبة «تاكايا» بالدرجات والسفينة وكذا البرميل الدوار، والأرجوحة، حيث يختلط صراخ الترفيه بالقهقهات التي تشير إلى عدم القدرة على التحكم في النفس من شدة البهجة وهوالأمر الذي يعكس رغبة هؤلاء في الترفيه عن النفس، والإستمتاع بأيام العطلة والسهرة الرمضانية. حيث أشار منصف صاحب العشرين ربيعاً إلى أنه يصطحب أخواته البنات ويقاسمهن الألعاب كلما أتيحت الفرصة مضيفاً أنه زار الحديقة مرتين مند قدوم الشهر الكريم، وشارك شقيقاته أكثر من 7 ألعاب وضحك كثيراً. وغير بعيد من مركز الألعاب وجدنا السيدة خديجة رفقة أفراد عائلتها ملتفين حول طاولة ويتناولون العصائر بعد أزيد من ثلاث ساعات وقوفاً على الأقدام تقول» لقد شاركت أبنائي عدة لعب خاصة الصغيرة بشائر التي لا يمكن بآي حال أن تركب اللعب لوحدها، ولا أخفيكم أنني أشعر بنوع من التجديد كلما قدت بزيارة هذه الأماكن الترفيهية. الكثير من عائلات المغتربين وضيوف العاصمة من الولايات المجاورة والبعيدة وجدوا في المكان ملاذاً للراحة والترفيه وإقتسام أوقات من السعادة في ليلة رمضانية مباركة مع الآهل والأحبة، حيث أشارت وردية سيدة مغتربة جاءت رفقة أبنائها وأحفادها إلى أن أكثر ما يهمها هي جمع قدر كبير من الذكريات السعيدة رفقة أبنائها من الوطن الأم تقول» لقد قدمت رفقة أبنائي وأحفادي من فرنسا لنمضي أيام الشهر الفضيل في الوطن وسط الأهل، فلرمضان نكهة خاصة في البلاد، واليوم قررنا الإستمتاع بسهرة رمضانية في حديقة الأحلام حتى نتقاسم البهجة والسرور، فالدنيا لم تسعنى بفرحة أحفادي الذين يمتطون اللعب ويطلبون إعادتهم إليها مرة أخرى، إنها فرصة لجمع الكثير من الذكريات السعيدة معهم ومع أفراد عائلتي الذين لم أراهم مند أزيد من 8 سنوات. للشاي في الحديقة نكهة خاصة حيث نصبت خيمة كبيرة لإستقبال العائلات في جو صحراوي مميز وسط أشجار الصنوبر التي تطوق المكان، حيث تجتمع العائلات على صينية الشاي الصحراوي المعبق بالنعناع والأصالة وصينية القلب اللوز في أجواء من الفرحة والسرور.