بدأت الحركة تعود الى شوارع العاصمة، منذ أمس السبت، بعد أسبوع من غياب كافة الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطنون بمناسبة عيد الفطر المبارك بما فيها محلات بيع المواد الغذائية والمخابز والمطاعم والمقاهي، وشرعت معظم هذه المحلات في تقديم خدماتها للزبائن تدريجيا في انتظار التحاق كافة المحلات الأخرى المتبقية التي فضّل أصحابها قضاء عطلة العيد مع عائلاتهم. وسبب هذا التوقف نوعا من الصعوبة اليومية للمواطنين وهذا رغم التطمينات التي قدمتها الجهات المعنية لتدارك الوضع. استأنفت معظم المحلات التجارية بشوارع العاصمة نشاطها بشكل تدريجي منذ الساعات الأولى من صباح أمس السبت، وهو ما جعل المواطنين والزبائن وحتى العائلات تتوافد لاقتناء ما يلزمها من مشتريات ضرورية لطالما افتقدتها أيام العيد على غرار مادتي الخبز والحليب.ووقفت “المساء”، أمس، في جولة استطلاعية على عودة هذه الحركة لشوارع قلب العاصمة على غرار شارع العربي بن مهيدي وشارع طنجة المعروفين بنشاطهما التجاري على مدار السنة، حيث عادت معظم المحلات لنشاطها المعتاد كالمخابز والمطاعم والمقاهي.. وفيما يتعلق بالمخابز باعتبارها الممون الرئيسي للمواطنين بمادة الخبز، فقد عبّر صاحب مخبزة بشارع طنجة بالعاصمة “م/ب” أنه استأنف نشاطه بعد أسبوع من التوقف عن الخدمة بحجة أن معظم العمال المشتغلين لديه يقطنون بالولايات الداخلية للوطن وهو ما اعتبره أمرا طبيعيا، مبرزا تأسفه من جهة أخرى لغياب الحد الأدنى من الخدمة لا سيما في المناسبات والأعياد لتمكين الزبائن من الحصول على حاجياتهم وتجنيبهم مشاكل الندرة والاحتكار خاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية الأساسية كالخبز. كما أكد أحد المشتغلين بالمخبزة وهو من إحدى ولايات الشرق استأنف أمس عمله أن نشاط المخابز يتراجع كل عيد بسبب التحاق غالبية العمال بذويهم لقضاء مواسم الأعياد وهو ما يلحق نوعا من الضرر بالزبائن لعدم تمكنهم من الحصول على هذه المادة الأساسية ذات الاستهلاك الواسع، موضحا أن الأمر يتطلب ضمان ولو حد أدنى من الخدمة في الأعياد لاسيما بالنسبة للعاصمة باعتبارها تحصي كثافة سكانية معتبرة.وغير بعيد عن المخبزة، كانت لنا وقفة عند بعض محلات بيع المواد الغذائية والمطاعم التي كانت تبدو للوهلة الأولى متوقفة عن النشاط تقريبا الا أنها فضلت ضمان الحد الأدنى من الخدمة بدليل أن معظم الزبائن لم يجدوا بعض المواد الغذائية كالمياه المعدنية وحليب الأكياس. وأوضح صاحب أحد هذه المحلات أن غالبية المحلات التجارية لم تتمكن من استئناف نشاطها لعدم استلامها لطلبياتها من بعض المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع والطلب المتزايد كالمياه المعدنية على سبيل المثال، مفسرا ذلك بتوقف العديد من وحدات الإنتاج بسبب الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة وهو ما أثر على وتيرة الإنتاج وتذبذب شبكات التوزيع. كما أضاف أن هذا الوضع أجبر العديد من المحلات على تعليق نشاطها إلى ما بعد العيد إلى حين تدارك المشاكل المسجلة فيما يخص طلبياتها المقدمة. وبمقابل ذلك فضلت بعض المحلات بيع ما تبقى لها من مخزون السلع التي اقتناها أصحابها قبل رمضان والاستعداد لما بعد عيد الفطر في خطوة منهم لتقديم حد أدنى من الخدمة للزبائن. وبدورها استأنفت بعض المطاعم نشاطها حيث عادت لخدمة زبائنها مكتفية في ذلك بتقديم أطباق عادية جدا خالية أحيانا من بعض المحسنات التي ألف الزبائن تناولها في الأيام العادية، كما فضلت أخرى الاستمرار في الغلق لما بعد العيد لضمان خدماتها بشكل شامل. ويذكر أن الجهات المعنية وعدت بضمان النشاطات التجارية المختلفة يومي العيد وما بعد العيد إلا أن الواقع كان عكس ذلك ويبقى السؤال مطروحا إلى متى تبقى هذه المظاهر تتكرر كل الأعياد مع العلم أن العاصمة وخصوصياتها وتركيبتها الديموغرافية تستدعي ضمان ولو حد أدنى من الخدمة.